إسقاط الشروط المسبقة 

 إسقاط الشروط المسبقة 

يعتبر الاتفاق على جدول أعمال الجلسة اللاحقة من مفاوضات جنيف، إقراراً ملموساً، وتوافقاً  من مختلف الأطراف على الضرورات التي يجب أن تبحث، بغض النظر عن المكابرة  التي لا تسمح لهذا وذاك بالإفصاح عن ذلك كما هو مطلوب، فالموافقة على جدول الأعمال بالصيغة المعلنة، يعني أن هذا وذاك قد ترك و إلى الأبد شروطه المسبقة.

 

وإذا اعتبرنا أن الشروط المسبقة، كانت العقدة الأساسية خلال المرحلة السابقة، أمام تنفيذ القرارات الدولية، وانطلاق الحل، فإن تفكيك هذه العقدة في جولة جنيف الرابعة، يعني أننا دخلنا مرحلة جديدة في سياق العملية السياسية سمتها الأساسية، الدخول في بحث الملموس، ووجهاً لوجه، وتوسيع دائرة المشاركة، مما يسرع عملية تصحيح الانقسام الملتبس التي سادت على اساس الثنائية الوهمية:  «موالاة – معارضة» إلى فرز جديد للقوى على أساس  ثنائية واقعية حقيقية بين: أنصار الحل السياسي وأنصار استمرار الحرب، وبمزيد من التحليل يمكن القول، فإن مثل هذا الفرز، يعني اصطفاف أغلبية السوريين في خندق محاربة الارهاب واجتثاثه، وخندق التغيير الوطني الديمقراطي الجذري الشامل، الذي يعني إعادة السلطة الى الشعب السوري، فالبدء بالحل السياسي، يغير كل إحداثيات الصراع، شكلاً ومضموناً، حيث يتحول الصراع بالسلاح الى الصراع بالسياسات والبرامج، ويتحول الصراع على السلطة بين القوى السياسية والعسكرية، الى الصراع من أجل اعادة السلطة إلى الشعب.