د. جميل للـ «الجديد»: نحن لا نخبّئ علاقاتنا مع أصدقائنا

أجرت قناة الجديد اللبنانية مساء الأحد 3/11/2013 مقابلة عبر الأقمار الصناعية من موسكو ضمن برنامج «الأسبوع في ساعة»  مع الرفيق د.قدري جميل أمين حزب الإرادة الشعبية، وعضو رئاسة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، هذا نصها:

 

- أبدأ مباشرةً من موسكو مع الدكتور قدري جميل نائب رئيس الوزراء السوري المُقال وعضو قيادة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير وأمين عام حزب الإرادة الشعبية، مساء الخير دكتور.

مساء النور...

- أهلاً وسهلاً بك، أنت موجود في موسكو منذ أسبوعين تقريباً، وبالطبع فإن خبر إقالتك من الحكومة كان هو الخبر الطاغي خلال اليومين الماضيين. قلتَ في تصريحٍ لك بأنك علمت بخبر إقالتك أثناء مقابلة مباشرة على الهواء حيث كنتَ على قناة روسيا اليوم. الآن وبعد مرور أيام عدة على هذا الأمر، هل تبلّغت رسمياً بالإقالة؟

أولاً أنا لست هنا للحديث حول موضوع الإقالة، من الممكن أن نتحدث قليلاً حولها ولكني لا أعتقد أن لهذا الموضوع أية أهمية أمام حجم معاناة ومأساة الشعب السوري، فهناك شيء أهم من إقالتي ومن موقعي.

- ولكنه خبرٌ جديد!

لقد أصبح هذا الأمر ورائي منذ يوم حصوله. لقد دخلنا إلى الحكومة لأهداف سياسية، وهذه الأهداف ما زالت قائمة ولا زلنا نعمل عليها ولا علاقة لها بوجودنا أو عدم وجودنا في الحكومة. وبالنسبة لما ذكرته حول الإقالة فهو صحيح وليس لديّ ما أضيفه في هذا السياق وأعتقد بأن الفضاء الإعلامي قد اكتفى مما قيل حول هذه القضية. وإذا كان هناك أمر أو موضوع جديد لديك أيها «الجديد» فأخبرني.

- ألم يكن لديك فضولاً للتواصل مع "رئيسك"، د. وائل الحلقي، لكي تعرف أسباب أو ملابسات أو تفاصيل الإقالة؟

أنا أحب الاتصالات الإنسانية والحية والمباشرة، سأعود إلى دمشق بعد عدة أيام وسألتقي به وسنتحدث حول هذا، وهذا أفضل من الاتصالات التلفونية التي لا تغني عن جوع.

- يبدو بأن حسّ الفضول لديك في هذا الموضوع ليس مرتفعاً!

عليك أن تفكر بطريقة ثانية يا جورج وأن تغيّر نظام الإحداثيات، إن وجودنا في الحكومة هو ليس قضية أساسية بالنسبة لنا ولذلك فإنه لا يأخذ حيزاً هاماً من تفكيرنا.

- قلتَ بأنك ستعود قريباً إلى دمشق، هل هناك تاريخ محدد لعودتك وعلى أي أساس؟

أنا موجود في الخارج بسبب تحضيرات متعلقة بجنيف2 الذي اعتبره قد بدأ فعلياً، والجلسة التي سيُعلن عنها هي الجلسة الختامية لتتويج كل هذا الحراك الذي نراه أمامنا اليوم. لدينا جملة من الاتصالات ستبدأ بعد غدٍ في جنيف مع الأمم المتحدة، ومن ثم هناك نشاط واسع للروس سينظمونه مع أطراف المعارضة السورية كما فهمت، وهذا النشاط سيجري في موسكو على الأرجح أو في مكان آخر، بمعنى أن هذه النشاطات لن تنتهي قبل العاشر من هذا الشهر وعند انتهاءها سأعود وأنا مستعجل للعودة، اليوم قبل الغد.

- ألست قلقاً من العودة في ظل إقالتك من منصبك؟

ولماذا أقلق، لا أفهم.

- أقصد بأنك ستعود دون استفهامات أو اتصالات مع أحد، الموضوع غريب قليلاً!

أبداً و«علّم على كلامي»! سأعود فور انتهاء عملي الذي ارتبط به بالتزامات محددة، وأنا عضو في مجلس الشعب السوري، ولدي مهام وعمل لأقوم به، كما أني أمثّل قوة سياسية معارضة وطنية تستمد قوتها من وجودها على الأرض في الداخل، لذا فمكاننا هو في الداخل.

- أعلم أنك قلت أنك لا تريد الحديث في موضوع الإقالة، لكني أريد أن «أمون» عليك وأسألك سؤالاً آخر حوله. لقد قلتَ سابقاً بأنك خرجت من سورية بجواز سفر دبلوماسي وبشكل رسمي وبأنك أبلغت رئيس الحكومة بأنك ستغادر بمهمة لعقد لقاءات رسمية، ورغم كل هذا فقد تضمن بيان الإقالة أسباباً مثل أنك لم تداوم في عملك وبأنك تقوم بعقد لقاءات دون إبلاغ الحكومة بها، وبالتالي فهناك أمر غريب دكتور قدري، فما المقصود من هذا؟

كانت الحكومة تتوقع عودتي في العشرين من الشهر الماضي، وكان موعد اللقاء في جنيف- نظرياً- بتاريخ الثالث والعشرين من ذاك الشهر ثم تم تأجيله إلى السادس والعشرين منه فتأخرتُ بالعودة، وبالتالي تم أخذ القرار بإقالتي نتيجة غيابي. أريد أن أقول شيئاً هنا، ليس من قواعد الأمور أن تكون المعارضة والأكثرية بحكومة واحدة وهو أمر استثنائي ولا يمكن أن يعيش طويلاً حيث من الصعب التعايش بين المعارضة والأكثرية إلا بظرف استثنائي، وعلى ما يبدو أن مهمة وجودنا في الحكومة قد استنفذت سقفها التاريخي في هذه اللحظة، ونحن مرتاحون كثيراً لأننا استطعنا- أنا و د.علي حيدر- خلال العام الذي قضيناه في الحكومة بأن نوصل الأمور مع الحكومة إلى البرنامج السياسي للخروج الآمن من الأزمة الذي صاغته، وهذا تقدّم هام عملياً في الخطاب والسلوك.

- هل يجب أن يتضامن د. علي حيدر معك الآن...؟

نحن ننسق هذا التضامن، ولن يفرض أحدٌ علينا شروط هذا التضامن فنحن أحرار وأصحاب قرارنا ونحن من يقرر سلوكنا وتكتيكنا.

- يذهب البعض إلى اعتبار إقالتك بأنها نوع من السيناريو المُعد مسبقاً بين الروس والنظام بهدف حجز مقعد لك في جنيف2 ضمن صفوف المعارضة السورية، فماذا تقول رداً على هذا؟

ليكن في علمك بأن مقعدنا محجوز من قبل ذلك، وكان الخلاف هو أين يوضع هذا المقعد.. وعندما كنا في الحكومة كان المقعد محجوزاً.

- ولكن د. قدري كيف تستطيع أن تكون نائباً لرئيس مجلس الوزراء ولك مقعد محجوز في المعارضة في الوقت ذاته؟

لقد أخذنا تجربتكم أنتم اللبنانيين، ألم تقوموا بإنشاء حكومات موسعة تضم الطرفين، أي الأكثرية والمعارضة؟

- لكن ظروفكم اليوم لا تشبه ظروفنا...

بالعكس فالظروف متشابهة كثيراً، فجنيف2 سيخرج عنه حكومة وحدة وطنية شاملة، ولقد قررنا أنا و د.علي أن نقوم بخطوة في هذا الاتجاه حتى نشجع الجميع عليها ولكي لا يخافوا أو يتهيبوا منها وكنا الأوائل في التشجيع على هذا الأمر...

- هل يُعتبر د. قدري جميل رجل روسيا في سورية، كما يُطلق عليك؟

هناك نقطتان بحاجة إلى جواب الآن. الأولى حول السيناريو، أعتقد أن أقل ما يقال عن هذا الكلام هو أنه سخيف وفيه ابتذال وتسطيح للأمور، إن مقعدنا في جنيف محجوز سابقاً وكان الخلاف مع الأطراف الأخرى هو أين سيكون هذا المقعد، في طرف المعارضة أم في طرف الحكومة. ونحن من جهتنا كقوة معارضة رفضنا رفضاً قاطعاً وأخذنا قراراً وأبلغنا جميع الأطراف سواء في النظام أم الأمم متحدة والأطراف الدولية بأننا لن نذهب إلى جنيف إلا كمعارضة لسبب بسيط- وبالمناسبة هو من مصلحة الجميع- نحن دخلنا الحكومة على أساس برنامج، وهذا البرنامج لا يمثل أكثر من 10% من برنامج الجبهة الشعبية، وبالتالي إذا ذهبنا ضمن وفد الحكومة فسنُقيَّد ونُكتَف، بينما إذا ذهبنا كوفد مستقل لوحدنا كمعارضة فسنستطيع أن نساهم بحرية في رسم مستقبل سورية الذي سيُبحث من حيث الأساس في جنيف. لذلك فهناك سبب معقول لذهابنا إلى جنيف كمعارضة، وأؤكد لك مرة أخرى بأننا كنا حتماً في جنيف، والعوائق التي لم تكن تريد لنا أن نكون ممَثلين كمعارضة في جنيف بدأت تزول اليوم الواحدة تلو الأخرى.
أما النقطة الثانية التي أردت الإجابة حولها فيما يتعلق بروسيا، إن روسيا هي صديقة تاريخياً للشعب السوري، وأعتقد أن وعي روسيا لمصالحها وحدوث الصحوة الروسية عبر الفيتو المزدوج الأول والثاني صبّ في مصلحة الشعب الروسي، وأنا مع روسيا بقدر ما تكون روسيا مع سورية، ولقد أصبحت روسيا مع سورية عندما أصبحت روسيا مع نفسها، لأن الوضع الروسي بعد انهيار الاتحاد السوفييتي بقي معلقاً لأكثر من عقد حيث لم تكن مواقفها معروفة بالضبط، ولكن عندما اتضحت هذه المواقف وأخذت روسيا موقعها على الساحة الدولية، أصبح لكل وطني شريف الحق بأن يفخر بأن علاقته جيدة مع روسيا، ونحن لا نخبّئ علاقاتنا مع أصدقائنا، أما عملاء الدول الغربية هم من يخافون من إعلان علاقاتهم، نحن صريحون وعلاقاتنا جيدة مع كل «الأوادم» في العالم.

- أعود لأسألك: ما هو ردك على الكلام القائل بأن موضوع إقالتك هو لعبة مشتركة بينك وبين النظام؟

لقد أجبت عن هذا الأمر في النقطة الأولى قبل قليل. لماذا تريدني أن أعيد كلامي مرة ثانية؟

- لكني أريد أن أعرف ما هو ردّك دكتور قدري!

لقد قلت بأنه كلام سخيف وسطحي ومبتذل، والقصة ليست بهذا الشكل بل هي أعقد بقليل، القصة هي أنه يجب أن تصدّقوا بأننا معارضة لأن النظام صدّق أخيراً بأننا معارضة، وعند حدٍ معين لم يعد يستطيع تحمّلنا وهذا حقه، لكننا معارضة وطنية ضد التدخل الأجنبي لكننا نريد في الوقت ذاته تغييراً جذرياً للنظام اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، وبالتالي فمن حق النظام ألا يتحمّلنا وأن يُقيلنا لأن هذا المشروع له سقف في النهاية، ولا يمكن التعايش إلى الأبد بين المعارضة والأكثرية.

- كيف هي علاقتك مع سائر أطياف المعارضة وهم ينظرون إليك على أنك جزء من النظام ولست معارضاً، أنت كيف تنظر لهم؟

هناك تباين في هذه القضية، فليس لنا كجبهة شعبية علاقات رسمية مع الائتلاف السوري، ودعني أقول هنا بأنك "تشخصن" الأمور كثيراً، فأنا أمثل حالة على الأرض اسمها الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير وهي حالة هامة جداً وموجودة في كل أرجاء البلاد، فأرجو منك توسيع زاوية «الفرجار» قليلاً، فالقصة ليست قصة قدري جميل بل قصة حالة سياسية...

- أنا أوجّه لك السؤال بصفتك عضو قيادة حزب الإرادة الشعبية وأمين عام حزب الإرادة الشعبية، وهذا التعريف ورد في مقدمة الحلقة...

شكراً على هذا التوضيح، ولكني لست أمين عام حزب الإرادة الشعبية، أنا أمين حزب الإرادة الشعبية ولدينا في الحزب سبعة أمناء مثلي، للتدقيق فقط. أعود لما كنت أقوله، إن علاقاتنا مع الائتلاف لا تتعدى العلاقات الشخصية، ولكن إذا ذهب الائتلاف إلى كلمة سواء ووافق على جنيف واتفقنا على رفض التدخل الخارجي وعلى أن الشعب السوري هو من يقرر مصيره وإذا اتفقنا على الحل السياسي فلا أعتقد أنه ستكون هناك مشكلة بين الكيانين «الائتلاف والجبهة» ولكن إلى أن يتحقق ذلك فأظن الأمور ستبقى كما هي عليه الآن. أما بالنسبة لهيئة التنسيق فعلاقتنا جيدة وقلت سابقاً بأني وقبل أن أسافر بيومين كنت مع الدكتور علي حيدر على وليمة غذاء عند السيد حسن عبد العظيم وتناقشنا كثيراً وهناك اتفاق في وجهات النظر، وهناك بعض الخلافات الجزئية في بعض القضايا التكتيكية والتنظيمية ولكنها لا تؤثر على علاقتنا.

- دكتور قدري، إن معارضة الخارج تنظر إليكم في معارضة الداخل على أنكم لستم معارضة بل جزءٌ من النظام، هل تنظرون أنتم إليهم في الخارج على أنهم متعاملون أو خونة كما يقول البعض، وما هو التوصيف الذي تطلقونه عليهم؟

إذا كانوا يقولون علينا بأننا جزء من النظام فليسامحهم الله لأننا كنا نطالب دائماً بتغيير النظام تغييراً جذرياً وشاملاً وسلمياً وتدريجياً وفي كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي فكلامهم تشويهٌ لمواقفنا. ويوجد في الخارج وطنيون يرفضون التدخل الخارجي لكن هناك أيضاً معارضون في الخارج استدعوا التدخل الخارجي...

- مثل من؟

لا تُدخلني في الأسماء وتشخصن الموضوع وتقلل حجمه، أنا أتكلم عن حالة وظواهر.

- لكن الاسم يعبر عن طرف أو تجمع!

لن أذكر أسماءً، فالأسماء تتغير والظواهر مستمرة، وهناك ظواهر واضحة في الخارج لشباب شجعان كانوا منذ اللحظة الأولى معادين للتدخل الخارجي، وكان هناك في الوقت ذاته أناساً في الخارج يطالبون بالتدخل الخارجي، ومع الأسف الشديد فقد اخترع الإعلام الغربي الخارجي اليوم مقياساً للمعارضة وهو درجة استدعاء التدخل الخارجي، فكلما استدعيته كلما كنت معارضاً أكثر وكلما كنت ضده- مثلنا- فلا تكون معارضاً. أفلا يمكن للمرء أن يكون ضد التدخل الخارجي وضد النظام السياسي والاقتصادي الاجتماعي الموجود في بلده بآنٍ واحد؟!! نحن في الجبهة الشعبية أثبتنا بأن ذلك ممكن.

- ماذا عن لقاءاتك في الخارج، وما هي خلاصتها بشكل مختصر؟

الخلاصة هي أننا نتقدّم نحو الجلسة الختامية من جنيف2 بخطى حثيثة، وجنيف قد بدأ.

- لكننا سمعنا السيد أحمد الجربا يقول اليوم بأنه لا يمكن أن يشارك الائتلاف في جنيف2  إذا كانت إيران موجودة، وطالب بتوصيف إيران على أنها دولة محتلة لسورية!

هذا الكلام المتشدد حول إيران غير مفيد، وأنت تلاحظ بأن الائتلاف يغيّر مواقفه، ومن المفروض أن تحضر كل الأطراف التي لها علاقة بالأزمة السورية وخاصة الأطراف الإقليمية إلى جنيف لأنها تستطيع أن تشارك في التوافق هناك، وإذا لم تشارك في التوافق فلا يمكن إلزامها لاحقاً بالاتفاق الذي سيخرج عن جنيف، وبالتالي فلا مصلحة للأستاذ أحمد الجربا في أن لا تحضر إيران، لأنها إن لم تأت فستصبح قرارات جنيف موضوعياً وأخلاقياً غير ملزمة لها، لذا فدعها تأتي وتشارك فيه لكي تصبح القرارات توافقية ودولية وإقليمية ومحلية وملزمة للجميع.

- ما تصوّركم لخارطة الطريق الخاصة بجنيف وماذا تريدون منه؟

ثلاثة أشياء: أولاً، على المجتمع الدولي من خلال جنيف2 أن ينهي موضوع التدخل الخارجي في الشؤون السورية، من إرسال للمقاتلين والأسلحة والأموال. ثانياً، البدء بتخفيض مستوى العنف في سورية عبر الاتفاق بين الأطراف المتواجهة، لأن تجربة السنتين الماضيتين أثبتت أن الحسم العسكري غير ممكن من أي طرف كان لأسباب ذاتية وموضوعية وعالمية وإقليمية مختلفة. ثالثاً، كل هذا سيخلق المجال لإطلاق العملية السياسية التي يجب أن يتعهد السوريون في جنيف بأنهم سيبدؤونها ويضعون عنوانيها ويكملونها، لأن العملية السياسية هي سورية- سورية وستتم بالداخل ولكن ظروف ومناخ تهيئتها سيبدأ في جنيف. ولدى جنيف بالملموس مهمة أساسية وهي تشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة، وقد دعونا لهذه الحكومة منذ شهر نوفمبر من عام 2011، وأصبح كل العالم اليوم يدعو لها ونحن مسرورون لأن هذه الحكومة التوافقية تستطيع تنفيذ البرنامج الذي سيُقر لخروج سورية من الأزمة. وهذه الحكومة هامة ويجب تحديد صلاحياتها في جنيف، وهذا الموضوع خاضع للنقاش وللأخذ والرد.

- لماذا التقيت الأسبوع الماضي بالسفير الأمريكي السابق لدى سورية روبرت فورد في جنيف؟

أولاً، الولايات المتحدة الأمريكية هي راعية من رعاة جنيف إلى جانب الروس، وفي الحقيقية إذا أردت أن توجه السؤال فعليك أن توجهه للأمريكيين، لماذا قاموا بعد سنتين ونصف من الأحداث السورية بلقاء الجبهة الشعبية؟ ولماذا أصبحت كل الفضائيات والأجهزة الإعلامية التي كانت تقاطع الجبهة الشعبية سابقاً تلتقي معها اليوم؟ هذا هو السؤال الحقيقي وليس لماذا التقينا بهم.

- كقناة العربية؟

..مثلاً. لقد كنا محاصرين وكانوا يحاولون خنقنا، ولكن خطنا الذي بشّرنا به منذ اللحظة الأولى للأزمة والذي تتأكد صحته اليوم، وخاصةً في ظل المأساة الإنسانية الكبرى التي يعيشها الشعب السوري الذي يسقط منه يومياً مئات الضحايا جوعاً وبرداً ومرضاً وقتلاً، وفي ظل هذا الوضع تتأكد صحة خطنا، ويصبح الخلاف على المناصب والمقاعد والحصص في سورية المقبلة بلا أية أهمية أمام إيقاف آلام ومعاناة السوريين وهو ما نسعى إليه اليوم.

- هل تعتقد بأن لقاءك بالسفير الأمريكي فورد هو الذي أزعج النظام في سورية أو الحكومة السورية؟

سأعود إلى دمشق وأتبيّن هذا الأمر وأخبرك.

- أليس لديك تحليل شخصي في هذه النقطة؟

لا أستطيع أن اعتمد على التخمين في هذا الموضوع، فنحن السياسيون في الجبهة الشعبية جدّيون ولا «نَتَحزوَر».

- هل صحيح أن فورد عرض عليك تسلّم رئاسة الائتلاف المعارض إذا انشقيت عن النظام؟

أولاً يا جورج أنا لا أستطيع الانشقاق عن النظام لأني لست جزءاً من النظام، فنحن معارضة، ولم تُعرض عليّ رئاسة الائتلاف، لكني أقول لك وعلى الشاشة بأنه لو قدّم لي هذا العرض لما كنت سأقول لا،لأني لو كنت رئيساً للائتلاف لكان سيسير في الاتجاه الذي تسير فيه الجبهة الشعبية وهو الاتجاه المطابق لمصلحة الشعب السوري.

- أريد أن أشكرك دكتور قدري جميل عضو رئاسة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير وأمين حزب الإرادة الشعبية على هذه الإطلالة مباشرةً من العاصمة الروسية موسكو، وأتأمل من بعد عودتك إلى دمشق بأن يكون لنا لقاء آخر معك خاصةً وأنك قلت لي بأنك ستستوضح الأسباب الحقيقية وراء إقالتك وفيما إذا كان النظام قد انزعج فعلاً من لقاءك بالسفير الأمريكي، وتطلعنا على كل هذه التفاصيل.

وأنتم عليكم أيضاً أن "تكونوا مرنين" وأن «تزوروني كل سنة مرة» وأن تنفتحوا أكثر على الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير...

- أنت مرحب بك دائماً في هذا البرنامج وعلى شاشتنا...

..أنا أحب الكلام الدبلوماسي وهو كلام رائع جداً، لكني أريد أن أسألك هل تذكر آخر مرة التقينا؟

- نعم التقينا في هذا الاستوديو تحديداً.

منذ كم سنة؟

- في بدايات الأزمة السورية أي منذ حوالي السنتين.

بل أكثر من سنتين، ولذلك فإني أقول لك «زوروني كل سنة مرة».

- وأنا من جهتي أود أن أقول لك أجب على هاتفك، لأننا حاولنا الاتصال بك عدة مرات دون إجابة.

أرسل لي رسالة نصية «sms» لأن الرقم قد يكون غير مسجلٍ لدي.

- شكراً لك دكتور قدري جميل وأهلاً وسهلاً بك.

شكراً لكم.