رسالة الشعب الأمريكي
لؤي محمد لؤي محمد

رسالة الشعب الأمريكي

قررت وزارة الخارجية الأمريكية إنهاء أسبوعها الماضي بهذه الكلمات: «في اليوم الوطني لضحايا الشيوعية، نتذكر الملايين الذين ماتوا وهم يعيشون في ظل الأنظمة الشيوعية القمعية. ونحن نقف مع أولئك الذين يعانون ويقاتلون من أجل الحرية التي ينبغي أن تمنح للجميع».

اختارت تلك الوزارة تاريخ هذا اليوم بدقة «7 تشرين الثاني، الذكرى الـ 102 لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى»، وأطلقت عليه اسم: اليوم الوطني لضحايا الشيوعية!
تلك كانت رسالة حكومة الولايات المتحدة الأمريكية للعالم، أما رسالة الشعب الأمريكي، فعبرت عن نفسها في محطات عديدة، مثل مؤلفات البروفيسور هاوارد زين، الذي أرّخ للصراع الطبقي منذ كريستوفر كولومبوس نهاية القرن الخامس عشر، وحتى غزو العراق سنة 2003. كما أرّخ لضحايا الحروب الأمريكية منذ عام 1890.
تتحدث كتبه ضحايا الحروب والسياسات الأمريكية، عن 80 ألف قتيل في اليونان من أنصار المقاومة المعادية للفاشية والحزب الشيوعي عام 1948، وضحايا الحرب الكورية 1950-1953، و650 ألف شيوعي ذبحوا في إندونيسيا عام 1965-1966، و100 ألف شيوعي قتلوا في العراق بعد انقلاب 1963، وثلاثة ملايين قتيل خلال غزو فييتنام، ومأساة شعب فلسطين وكارثة هيروشيما وناغازاكي، والدعم الأمريكي للأنظمة الديكتاتورية حول العالم وغير ذلك.
كما تتحدث كتبه عن آلاف العمال الأمريكيين الذين قتلوا برصاص البوليس والجيش الأمريكي خلال الانتفاضات العمالية 1905-1917، وأثناء الإضرابات العمالية المتزامنة مع أزمة الكساد العظيم 1929-1935. وصولاً إلى القمع الذي تعرض له الشيوعيون إبان السياسة المكارثية داخل الولايات المتحدة واضطهاد السود واللاتينيّين والحروب السنوية ضد شعوب العالم.
مات هاوارد زين عام 2010، وكان يحلم أن تبدأ المدارس الأمريكية تعليم التلاميذ ذلك التاريخ الذي يكتب يومياً بدماء ضحايا الولايات المتحدة الأمريكية. ويستمر تلاميذه اليوم بالنضال من أجل تدريس كتابي «التاريخ الشعبي للولايات المتحدة 1492-1890» و«القرن العشرين 1890-2003» ضمن المناهج الأمريكية، وفرض هذ الخط حضوراً لافتاً في الإعلام والسينما والمسرح والجامعات داخل أمريكا وخارجها عبر مجموعة من تلاميذ زين. فهل سنعرف يوماً في المستقبل اسمه: اليوم العالمي لضحايا الإمبريالية الأمريكية؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
939