كيف عالجت السينما الصينية فكرة التغيير؟

كيف عالجت السينما الصينية فكرة التغيير؟

قدم فيلم «ثورة 1911» في بدايته إعدام أول امرأة ثائرة عشية الثورة الصينية عام 1911، وتقول رسالة المشهد الأول في الفيلم الذي لعب فيه دور البطولة الفنان جاكي شان، إن هذه المرأة تضحي بحياتها من أجل مستقبل أفضل للبلاد، نفذ فيها حكم الإعدام وهي مكبلة أمام الحشود في ساحة عامة، وكانت القطرة الأولى في غيث الثورة.

يتتبع الفيلم الأحداث الرئيسة لثورة 1911 التي حدثت في الصين، ويركز على شخصيات قامت بأدوار رئيسة في هذه الثورة، مثل القائد الثوري هوانغ شينغ «جاكي تشان» الذي قاد المعركة الأخيرة التي انتصر فيها للثوار. وتبرز شخصية سن يات سن «الممثل وينستون تشاو» قائد الثورة الذي يعيش منفيّاً، ويعمل على إيصال قضية الثورة الصينية إلى العالم كله. انتخب سن يات سن رئيساً للحكومة الانتقالية وانتهى عصر الإمبراطورية لتصبح الصين جمهورية، كما يصور الفيلم الدور التخريبي الذي تلعبه البنوك الأجنبية والقطاع الخاص ونضال الثوريين لإنهاء دور هؤلاء في الصين.
يصور الفيلم الحركات الشعبية التي تنتشر هنا وهناك، والانتفاضة التي تشتعل في مدينةٍ صغيرة وسرعان ما تخمد، وفي كل مرة يعتقد الثوار في الداخل والخارج، أن حركتهم فشلت، ليجدوا أنفسهم مرة أخرى وسط انتفاضة جديدة في مدينة أخرى وبمزيد من الثوار.
بدأت الثورة بتاريخ 10 تشرين الأول 1911 واستمرت حتى كانون الثاني 1912، انتهت بانتصار الجمهوريين على الملكيين، ولكن سبقت ذلك حركات وانتفاضات عديدة شملت الصين منذ عام 1899، أشهرها حركة ييخيتوان أو ثورة الملاكمين، وسميت كذلك بسبب المواجهات بين الشعب الأعزل والقوى الاستعمارية الأجنبية.
في نهاية الفيلم، وضع المخرج كلمة لما وتسي تونغ يقول فيها إن ثورة 1911 قد عزلت الإمبراطور، ولكنها بدورها أبقت على الصين تحت نير الاستغلال الإقطاعي والرأسمالي والأجنبي، أي لم تنجز تلك الثورة مهام التغيير التاريخية التي حان وقتها، لذلك خرج التيار اليساري من رحم ثورة 1911 وقرر استمرار النضال لإنجاز تلك المهام في انتفاضات استمرت حتى انتصار الثورة الصينية عام 1949 التي أخرجت الصين من الاستغلال الإقطاعي والرأسمالي.

معلومات إضافية

العدد رقم:
948