من سيعيلنا بعد عشرين عاماً؟

تقول الإحصائيات السورية: إن عدد المواليد لكل 100 امرأة في عمر الخصوبة انخفض بنسبة 60%. وبهذه الحالة علينا أن نتخيل أنه بعد عشرين عاماً، وعقدين من الزمن، فإن السوريين الشباب سيكونون أقل بنسبة النصف تقريباً، إذا ما استمر هذا المعدل المنخفض للزواج والإنجاب، والمعدلات المرتفعة للترمّل والطلاق.


وستكون نسبة من هم في عمر الخمسينيات وما فوق أعلى من نسبة من هم بين الـ 20-50 سنة. وستحتاج البلاد إلى موارد أعلى ليستطيع شبابها إعالة كبارها. وسيكون على هؤلاء الشباب أن يعملوا أكثر لينتجوا ما يكفي معيليهم. ولكنّ هؤلاء الشباب سيكون جزء هام منهم ممن ولدوا في سنوات الأزمة، أي في ظروف الفقر والجوع، والتعليم المتردي، ومجمل ظواهر الكارثة الإنسانية وما تحمله من تشوّهات على جيل الأزمة.
إن ما خسرناه من قوى بشرية بالهجرة والموت وتراجع وسطي العمر، ونقص تغذية المواليد، ووجود الملايين من الأطفال الأميين... ليس إلا القليل مقابل مما خسرناه من عدم تجديد قوانا البشرية كفاية خلال مرحلة الأزمة. وستكون كلف هذا عالية مستقبلاً. وستتحول مسألة القوى المؤهلة والقادرة على الشغل النوعي الذي يعيل... واحدة من المسائل الأساسية، سيكون علينا أن نُعوّض ما خسرناه من الطاقات البشرية السورية.
إنّ تأهيل «جيل الأزمة» الأقل عدداً، من الأجيال السورية السابقة، ستكون مهمة أساسية مباشرة في مرحلة ما بعد الإعمار.
إنّ هذا سيعني أن يعبئ المجتمع السوري قدراته، لإعادة تأهيل الجيل، وتجهيزه للمرحلة اللاحقة، وتعويضه عمّا فاته من صحة وتعليم ومأوى وحياة كريمة، وتخليصه مما لحق به من تجارب مرّة جعلت طفولته مشوّهة، وهي مهمة ليست إنسانية وأخلاقية فقط، بل اجتماعية واقتصادية لسورية المستقبل.

معلومات إضافية

العدد رقم:
919