ماذا وكيف نأكل؟

يشكل الغذاء غير الصحي وغير المنتج بشكل مستدام خطراً عالمياً على الناس وعلى الكوكب. أكثر من 820 مليون شخص يعانون من نقص في الغذاء ويستهلك الكثير منهم نظاماً غذائياً غير صحي يساهم في الوفاة والأمراض المبكرة.

علاوة على ذلك، فإن الإنتاج العالمي للأغذية هو أكبر ضغط تسببه النظم الاقتصادية على الأرض، مما يهدد النظم البيئية المحلية واستقرار نظام الأرض.
سوف تؤدي الاتجاهات الغذائية الحالية، إلى جانب النمو السكاني المتوقع إلى حوالي 10 مليارات بحلول عام 2050، إلى تفاقم المخاطر التي يتعرض لها البشر والكوكب.
التحول إلى النظم الغذائية الصحية من النظم الغذائية المستدامة أمر ضروري جداً، والأهداف العلمية للوجبات الغذائية السليمة والإنتاج الغذائي المستدام ضرورية لتوجيه التحول الغذائي العظيم.
سيتطلب التحول إلى وجبات صحية تحولات غذائية كبيرة، بما في ذلك انخفاضاً أكبر من 50 ٪ في الاستهلاك العالمي للأغذية غير الصحية، مثل: اللحوم الحمراء والسكر، وزيادة أكبر من 100 ٪ في استهلاك الأطعمة الصحية، مثل: المكسرات والفواكه والخضروات والبقوليات. ومع ذلك، فإن التغييرات المطلوبة تختلف اختلافاً كبيراً حسب المنطقة.
من المرجح أن تفيد التغييرات الغذائية من الوجبات الغذائية الحالية إلى النظم الغذائية الصحية بشكل كبير صحة الإنسان، حيث تتجنب نحو 10,8 إلى 11,6 مليون حالة وفاة سنويًا، أي بنسبة تتراوح ما بين 19 إلى 23,6٪.
مع تسبب إنتاج الغذاء في مخاطر بيئية عالمية كبرى، يجب أن يعمل الإنتاج المستدام للغذاء ضمن حيز التشغيل الآمن لأنظمة الغذاء على جميع المستويات على الأرض. لذلك، يجب ألّا يستخدم الإنتاج المستدام للغذاء لنحو 10 مليارات شخص، أي: أرض إضافية، وحماية التنوع الحيوي الحالي، والحد من استخدام المياه الاستهلاكية وإدارة المياه بطريقة مسؤولة، والحد بشكل كبير من التلوث بسبب أسمدة الآزوت والفوسفور، وإنتاج صفر من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وعدم التسبب في أية زيادة أخرى في الميثان وانبعاثات أكسيد الآزوت.
سيتطلب التحول إلى الإنتاج المستدام للأغذية تخفيض ما لا يقل عن 75 ٪ من نقص المحاصيل، وإعادة التوزيع العالمي لاستخدام الأسمدة الآزوتية والفوسفورية، وإعادة تدوير الفوسفور، وإدخال تحسينات جذرية في كفاءة استخدام الأسمدة والمياه، والتنفيذ السريع لخيارات التخفيف الزراعي للحد من انبعاثات غازات الدفيئة، واعتماد ممارسات إدارة الأراضي التي تحوّل الزراعة من مصدر الكربون إلى مستهلك له، وتعمل على تحول أساسي في أولويات الإنتاج.
سيتطلب تحقيق النظم الغذائية الصحية من النظم الغذائية المستدامة للجميع تحولات كبيرة نحو أنماط غذائية صحية، وتخفيضات كبيرة في فقد الأغذية وهدرها، وإدخال تحسينات كبيرة على ممارسات إنتاج الأغذية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
907