خدعة الوقود الحيوي

يعمل الإيثانول والديزل الحيوي على زيادة أرباح الشركات مع عدم القيام بأي شيء لحل الأزمات الاجتماعية والبيئية المتنامية في العالم.


الرأسمالية هي صميم النظام الذي يضع تراكم الثروة فوق المصالح العامة للناس والكوكب. في مواجهة ذلك، يحاول الرأسماليون إيجاد طرق بديلة للاستمرار في جني أرباحهم، وأحد هذه الأساليب هو استخدام الوقود الحيوي.
تم تسويق الوقود الحيوي من قبل الشركات متعددة الجنسيات والحكومات ومؤسسات الفكر والرأي كطريقة خضراء لإنتاج الطاقة. لأن هذه النباتات، كما تقول الحجة: محايدة بشكل فعّال للكربون، وتمتص ثاني أكسيد الكربون من الجو، ثم تطلق نفس الكمية عندما تحترق. يمكن أن ينتج الوقود الحيوي الكهرباء لسيارات الدفع والطائرات ويستمر بشكل أساسي في السماح للنظام بالقيام بما فعله دائماً دون حدوث كارثة مناخية.
وفي كتابه المعنون «خديعة الوقود الحيوي، الجوع بالحمية الكربونية الخضراء»، يجادل الكاتب أوغبازكي يوهانس بأنّ رغبة الرأسمالية في مواصلة نظام التراكم هي ما يكمن وراء الدافع للوقود الحيوي، وليس إنقاذ الكوكب من الكارثة.
«الدافع الأساس لأولئك الذين يدعون إلى الوقود الحيوي ليس في حل نقص الطاقة والغذاء، أو الحد من تغير المناخ، بل يتمثل الهدف في حل فوضى الإنتاج الزراعي في الشمال العالمي، الذي نتج عن الثورة الخضراء وما ترتب على ذلك من تحول الزراعة إلى نظام لتصنيع الأغذية خلال النصف الثاني من القرن العشرين».
أنتجت الثورة الخضراء فائضاً من الحبوب للشركات الزراعية وتجارة الحبوب، وكانت هذه، بديلاً عن شركات النفط التي دفعت في البداية فكرة الوقود الحيوي. أصبحت الدولة الرأسمالية المعاصرة مناصرة للوقود الحيوي من خلال تأثير المواد الغذائية والوقود الأحفوري على الشركات متعددة الجنسيات. تعمل كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى جانب المنظمات الدولية الأخرى، على دفع الوقود الحيوي كحل للمناخ وندرة الغذاء، وتشجيع للسياسات التي من شأنها تسهيل إنتاج المزيد من هذه المحاصيل.
«دعوة الاقتصاديين البيئويين لإعادة تصميم الرأسمالية بطرقٍ، مثل: إقامة توازن ديناميكي حراري بين ما هو ممكن من الناحية البيولوجية المادية، وما هو مرغوب أخلاقياً واجتماعياً ونفسياً من طوباوية البرجوازية الصغيرة الرومانسية».
القضية الأخرى هي فيزياء بسيطة. إن زيادة كميات الوقود الحيوي اللازمة لتوليد الطاقة، والمواد الغذائية التي اقترحها مؤيدوها تتطلب إزالة الغابات بشكل هائل، وكميات هائلة من المياه، ولأن إنتاج الوقود الحيوي ومعالجته ونقله، يستخدم الكثير من الطاقة، ويسهم بكميات كبيرة من الكربون في الغلاف الجوي.

معلومات إضافية

العدد رقم:
908