الفلسطينيون في يوم الأرض: باقون ما بقي الزعتر والزيتون

الفلسطينيون في يوم الأرض: باقون ما بقي الزعتر والزيتون

فرّق جيش الاحتلال الإسرائيلي بعنف مسيرات شعبية فلسطينية خرجت في مناطق فلسطينية عدة إحياءً للذكرى الـ39 لـ"يوم الأرض" الذي أصبح رمزا لصمود شعب فلسطين في وجه سياسات التهجير والتهويد.

وأصيب نحو 15 فلسطينياً في المسيرات التي شهدتها نابلس، حيث استخدم جيش الاحتلال الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل وقنابل الصوت لتفريق المتظاهرين، كما اعتدى أفراد جيش الاحتلال الإسرائيلي على الصحفيين الذين حضروا لتغطية المسيرات.

وتحت شعار" إنا باقون، ما بقي الزعتر والزيتون" يحي الفلسطينيون الاثنين 30 مارس/آذار داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها ذكرى يوم الأرض التي أطلقت شرارتها الأولى من أراضي 48 عام 1976 رفضا لسياسة المصادرة والاقتلاع التي انتهجها ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي.

كانت قد أصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بيان سياسي جماهيري في هذا اليوم:

يوم الأرض الخالد عنوان الهوية والمقاومة وإرادة الصمود والثبات

يا جماهير شعبنا الصامد المقاوم

في مثل هذا اليوم من عام 1976، انتفض أهلنا في الجليل والمثلث والنقب وفي مختلف المدن والقرى في أراضينا المحتلة عام 1948، دفاعاً عن كرامتهم، وعروبتهم وهويتهم وتجذرهم بأرضهم، حيث وقفوا في هذا اليوم ليلقنوا الكيان الصهيوني درساً جديداً في الكفاح ومعنى الصمود، وتأكيد الانتصار، رغم التضحيات التي قدموها في سخنين والناصرة وأم الفحم.

لقد أكدت انتفاضة شعبنا في يوم الأرض أنه لم يتوقف يوماً عن المقاومة منذ أكثر من مائة وعشرين عاماً، وأنه يعي تماماً أن الصراع مع هذا العدو الصهيوني الفاشي العنصري هو صراع مفتوح لن يتوقف إلا بالانتصار الناجز عليه وتفكيك كيانه ودحره وإقامة دولتنا الوطنية الديمقراطية على كامل التراب الوطني الفلسطيني.

إن الدرس الأساسي الذي قدمته جماهيرنا في حينه، وبعد ذلك في جولات مواجهة مستمرة مع هذا العدو المجرم في الضفة والقطاع والمثلث وسائر بقاع فلسطين أن المواجهة ما زالت ممكنة، وأن شعبنا سيكون دائماً قادراً على النهوض وشق طريقه بشجاعة في هذه المسيرة التاريخية الطويلة من أجل الحرية والكرامة والاستقلال، وفي مواجهة وحش الاستيطان المتغول والتصدي له عن طريق توحيد الجهود ومنهجتها وجعل مهمة مقاومتها أولوية على أجندة المقاومة والقوى الوطنية.

جماهير شعبنا.. أيها الصامدون في القرى والمدن والمخيمات وبساتين الزيتون.. في الوطن والمنافي البعيدة.. في أرضنا التاريخية المغتصبة منذ عام 1948، وفي غزة الصامدة المحاصرة والضفة الثائرة وفي القدس عاصمتنا الأبدية وجوهر كياننا الوطني وفي مخيمات اللجوء وغياهب المنافي في انتظار يوم العودة المنشود..نعيش في الذكرى التاسعة والثلاثين ليوم الأرض الخالد وضعاً فلسطينياً غاية في الصعوبة في ظل وضع فلسطيني منقسم وعجز عربي وتواطؤ دولي، وفي ظل سياسات وإجراءات صهيونية متصاعدة، ومن المتوقع لها أن تزداد تصاعداً في ظل الحكومة اليمينية الفاشية المتوقعة والتي أعلن رئيس وزرائها المكلف بملء الفم رفضه الانسحاب من الأراضي المحتلة وإقامة دولة فلسطينية عليها ورفضه لحقوق شعبنا كافة.

 إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تؤكد في هذه المناسبة على مجموعة من الحقائق :

1)     إن نضال شعبنا في المناطق المحتلة عام 1948 هو جزء لا يتجزأ من نضالنا الوطني الفلسطيني، وأن شعبنا هناك في خط المواجهة الأول في التصدي للإجراءات والإرهاب الصهيوني، وأنه بذلك يجسد الوجه المشرق والأصيل لشعبنا. لذلك فإن إحياء مناسبة يوم الأرض لا يخصه فقط بل يخص كل فلسطين وشعبها.

2)    أثبتت الانتفاضة الشعبية التي خاضها شعبنا في يوم الأرض قوة وصلابة جماهير شعبنا وعدم قبولهم بسياسات الاحتلال، كما وأكدت أن تجسيد وحدة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ممكنة، عبر الالتفاف على برنامج وطني نضالي.

3)    إن إصلاح البيت الفلسطيني والتخلص من قيود وأعباء اتفاقيات أوسلو هو الطريق الصحيح لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس ديمقراطية ونضالية، بعيداً عن سياسة الهيمنة والتفرد في القرارات المصيرية والرهان على المفاوضات والتسوية العقيمة، وتستعيد خلالها منظمة التحرير الفلسطينية روحها ومكانتها ككيان جامع ومعبر عن تطلعات شعبنا وثوابته، وهذا يدعونا لتجديد المطالبة بضرورة تطبيق قرارات المجلس المركزي الأخيرة والتي تشكّل مدخلاً لتصويب المسار.

4)    يبقى الانقسام المستمر منذ ثماني سنوات عبئاً ثقيلاً يقصم ظهر شعبنا ومقاومتنا، ويضعف من قدرتنا على الصمود، فلا يوجد أي مبرر وطني ولا أي سبب يحول دون إنهائه فوراً وبدون تردد. وهذا يدعونا إلى مطالبة طرفي الانقسام إلى الوقوف وقفة تأمل في مآلات خياراتهما الفئوية والسياسية الخاطئة، وإلى معاناة شعبنا في القطاع، باتجاه تطبيق وإنجاز اتفاق المصالحة تطبيقاً أميناً وجديا،ً وبما يقطع الطريق على المحاولات القائمة على استغلال الانقسام لتكريس الفصل التام بين الضفة والقطاع وتصفية الحقوق الوطنية وهذا يستدعي الإسراع في دعوة الاطار القيادي المؤقت للانعقاد ليتولى مسؤولياته في متابعة إنجاز ملف المصالحة وما يتعلق بالشأن الوطني الفلسطيني.

5)    إن الالتفاف حول المقاومة وحمايتها وتجذيرها هو واجب كل القوى الوطنية وكل فلسطيني شريف، حيث أكدت التجربة وتصاعد الهجمة الصهيونية أنه لا يوجد لشعبنا خيار سوى طريق المواجهة والمقاومة والصمود لإجبار الاحتلال على الاستجابة لحقوقنا، وهذا يدعونا إلى المطالبة بالإسراع في وقف التنسيق الأمني بالكامل مع الاحتلال وأي ارتباطات أخرى، وضرورة عدم الانجرار إلى مستنقع التهدئة الذي يسلم رقابنا ومقاومتنا وشعبنا للاستهداف والغريزة الصهيونية المجرمة.

6)    إن مناسبة يوم الأرض تفرض استحضار قضية الأسرى باعتبارها تخص كل بيت فلسطيني، ما يستدعي الارتقاء بالجهود السياسية والنضالية لتحريرهم من جهة، والنهوض بحالة التضامن والاحتضان الشعبي لهم ولذويهم من جهة أخرى، وأن حرية الأسرى هي جزء لا يتجزأ من معركة تحرير الوطن.

تحية إكبار لشعبنا في كل مكان في المدن والقرى والمخيمات والشتات

المجد لشهدائنا الأبطال.. والتحية والحرية لأسرانا الأبطال

عاش نضال شعبنا على درب حرية فلسطين كل فلسطين..

عاشت مقاومتنا الباسلة .. وحتماً لمنتصرون

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

دائرة الإعلام المركزي

30-3-2015

آخر تعديل على الإثنين, 30 آذار/مارس 2015 14:33