لافروف: توحيد المعارضة من أهم مقدمات حل الأزمة السورية

لافروف: توحيد المعارضة من أهم مقدمات حل الأزمة السورية

أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف التقى اليوم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي في سورية حسن عبد العظيم وممثلي كل من قيادة الجبهة السورية للتغيير والتحرير قدري جميل وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي خالد عيسى والمجتمع الأشوري في سورية نمرود سليمان.
وقالت الخارجية الروسية إن “المعارضين السوريين أعربوا نيابة عن لجنة الإشراف على متابعة النداء الموجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة من قبل المشاركين في الاجتماع التشاوري الثاني السوري السوري على “منصة موسكو” عن تقديرهم للجهود السياسية والدبلوماسية التي تبذلها روسيا والرامية لتشجيع التوصل إلى تسوية سلمية في سورية من خلال الحوار السوري السوري دون تدخل خارجي واستنادا إلى أحكام بيان جنيف الصادر في 30 حزيران العام 2012.
وأضافت الخارجية الروسية إنه “وفي هذا السياق ومن أجل تطوير الاجتماعات التشاورية السورية السورية التي جرت على “منصة موسكو” في كانون الثاني ونيسان 2015 تمت مناقشة الخطوات الملموسة لجهة توحيد المعارضة السورية بطريقة بناءة بهدف تطوير أرضية مشتركة لإقامة حوار هادف مع الحكومة السورية”.
وقالت إن “الوزير لافروف اطلع الوفد على الجهود الروسية الرامية لتنفيذ مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول تشكيل الائتلاف الواسع المناهض للإرهاب بمشاركة الجيشين السوري والعراقي والقوى السورية “المعتدلة” والمعارضة الكردية وبمشاركة اللاعبين الإقليميين والدوليين الرئيسيين الداخلين في الحرب في الجمهورية العربية السورية لمواجهة التهديد الإرهابي المتزايد سوية”.
وأكدت الخارجية الروسية على أنه في اليوم نفسه “جرت في وزارة الخارجية الروسية مشاورات معمقة بين وفد ممثلي المعارضة السورية والمبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط والبلدان الافريقية نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف”.

وكانت قناة "روسيا اليوم"  نشرت في وقت سابق اليوم أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حث المعارضة السورية على توحيد مواقفها، انطلاقا من ضرورة إجراء حوار مع دمشق، معتبرا أن هذه الجهود من أهم مقدمات حل الأزمة في سورية.

وأردف قائلا خلال لقائه أعضاء لجنة المتابعة للقاءات موسكو التشاورية: "إن مهمة توحيد صفوف أطياف واسعة من المعارضة السورية على أساس قاعدة بناءة لإجراء حوار مع الحكومة حول جميع القضايا الرئيسية، تعد من أهم مقدمات حل الأزمة".

كما جدد لافروف دعم روسيا  للمعارضين السوريين المتمسكين بـ"إطلاق حوار سياسي، من أجل حل جميع القضايا السياسية على أساس توافق شامل بين المعارضة والحكومة".

وأعاد إلى الأذهان أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدم من أجل ذلك  "مبادرة خاصة بضرورة التحرك إلى الأمام على مسارين متوازيين، هما تكثيف الخطوات المنسقة بشكل حاد من أجل مكافحة المخاطر الإرهابية، وإطلاق حوار سياسي على أساس بيان جنيف".

وشدد: "تدعم روسيا بثبات سيادة سورية ووحدتها وسلامة أراضيها، كما أنها تؤمن بقدرة السوريين على تقرير مصيرهم بأنفسهم، وحل القضايا الصعبة التي تواجهها البلاد".

وأعاد الوزير الروسي إلى الأذهان أن هذا المبدأ سٌجّل في ورقة موسكو التي اتفق عليها المشاركون في لقاء موسكو التشاوري الثاني الذي عقد في أبريل/نيسان الماضي، إذ أكد المشاركون تمسكهم بتكثيف جهود مكافحة الإرهاب من أجل إبعاد خطر التطرف العدواني عن سورية.

وكانت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية قد أكدت أن المشاورات الروسية-السورية الأخيرة تأتي في سياق جهود روسيا الرامية إلى تسريع إطلاق العملية السياسية السورية-السورية للتسوية على أساس بيان جنيف 2012.

تجدر الإشارة إلى أن وزارة الخارجية الروسية تجري منذ مطلع آب الجاري، مشاورات مكثفة مع مختلف الأطراف السورية واللاعبين الدوليين. واستقبلت موسكو منذ مطلع الشهر الجاري عدة وفود للمعارضة السورية، أبرزها وفدا الائتلاف الوطني السوري، ولجنة المتابعة لمؤتمر "القاهرة 2".

وبالإضافة إلى موضوع العملية السياسية في سورية، تعمل موسكو على دفع مبادرتها الخاصة بتشكيل تحالف واسع ضد الإرهاب في الشرق الأوسط، قدما.

وفي هذا السياق، تقيم موسكو اتصالات بأطراف دولية، في مقدمتها الولايات المتحدة والسعودية، لتنسيق الجهود على مساري التسوية السياسية ومكافحة الإرهاب في سورية.

يذكر أن لافروف عقد في مطلع الشهر الجاري سلسلة مشاورات مع نظيريه الأمريكي جون كيري والسعودي عادل الجبير، إذ عقد في الدوحة يوم 3 أغسطس/آب لقاء ثلاثي بمشاركة الوزراء، ومن ثم التقى لافروف نظيريه الأمريكي والسعودي كلا على حدة في كوالالمبور (يوم 5 أغسطس/آب) وفي موسكو (11 أغسطس/آب).

وأعلن لافروف تعليقا على نتائج المشاورات الروسية-الأمريكية السعودية بشأن الأزمة السورية، أن الأطراف اتفقت على توحيد الجهود في مكافحة "داعش"، لكنها لم تتوصل بعد إلى مقاربة مشتركة في هذا المجال.

وأوضح في تصريحات بعد لقائه الثنائي مع كيري في كوالالمبور: "إننا متفقون على أن "داعش" يمثل شرا وخطرا يهدد الجميع"... "نحن متفقون أيضا على ضرورة توحيد الجهود في مكافحة هذه الظاهرة، في أقرب وقت وبأقصى درجات الفعالية، لكننا لم نتوصل بعد إلى مقاربة مشتركة بشأن طريقة معينة لتحقيق هذا الهدف، نظرا للخلافات القائمة بين مختلف المعنيين الموجودين "على الأرض".

وبعد لقائه مع الجبير، أكد لافروف أنه ما زالت هناك اختلافات في المواقف بين روسيا والسعودية وبعض الدول الغربية حول مصير الأسد، إذ تؤكد موسكو باستمرار أنها لا تقبل بمطالبة الأسد بالرحيل كشرط مسبق لتسوية الأزمة.

وشدد لافروف على أن السوريين أنفسهم يجب أن يقرروا مصير الأسد، وذلك من خلال حوار شامل بمشاركة جميع الأطراف المعنية من أجل تحديد ملامح المرحلة الانتقالية.

من جانب آخر، أكد الوزيران الروسي والسعودي أنهما اتفقا على تنسيق مساهمة موسكو والرياض في توحيد صف المعارضة السورية من أجل صياغة قاعدة مشتركة لها تمهيدا لبدء التفاوض مع دمشق.

وبالإضافة إلى الجبير، استقبلت موسكو منذ مطلع الشهر الجاري وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ورمزي عزالدين رمزي نائب المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، كما كانت الأزمة السورية في صلب اللقاءات التي عقدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الزعيمين الأردني الملك عبد الله الثاني والمصري الرئيس عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان الذين زاروا العاصمة الروسية الأسبوع الماضي.

هذا وأكد دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي في تصريحات صحفية الاثنين أن بوتين بحث خلال اجتماعه مع العاهل الأردني عبد الله الثاني وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، التطورات في سورية بالتفصيل.

آخر تعديل على الإثنين, 31 آب/أغسطس 2015 23:34