موسكو: مستعدون لزيادة التعاون مع واشنطن لتسوية الأزمة السورية

موسكو: مستعدون لزيادة التعاون مع واشنطن لتسوية الأزمة السورية

أعلنت الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف سيبحث التسوية السورية مع نظيره الأمريكي جون كيري في ميونيخ هذا الأسبوع، مؤكدة استعداد موسكو لتعزيز التعاون مع واشنطن في هذا الشأن.

 

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في حديث لقناة "روسيا 24" الأربعاء 10 فبراير/شباط، إن الوزير الروسي سيعقد لقاءات مع كيري وغيره من الشركاء الغربيين، مؤكدة أنه من المهم الآن الحفاظ على التوجه الحالي وبحث جميع المسائل المطلوبة لإعطاء زخم للتسوية السورية.

يذكر في هذا الصدد أن اجتماع مجموعة دعم سوريا سيعقد الخميس في ميونيخ التي تستضيف في الفترة من الـ12 وحتى الـ14 من فبراير/شباط مؤتمر الأمن الدولي.

وأكدت الدبلوماسية الروسية أن موسكو نفذت بالكامل التزاماتها الخاصة بالتحضير للمفاوضات السورية السورية في جنيف، معتبرة الاتهامات الأمريكية الموجهة إلى روسيا بشأن "إفشال مفاوضات جنيف" خطوة خاطئة تماما.

وأشارت إلى أن روسيا فعلت كل ما بوسعها من أجل تنظيم الحوار "دون شروط مسبقة ودون ابتزاز"، قائلة: "وصل أناس للقيام بعمل بناء".

وأكدت زاخاروفا أن الولايات المتحدة، من جهة أخرى، بذلت جهودا هائلة في محاولة لدفع "معارضة الرياض" للمشاركة في مفاوضات جنيف، مشيرة إلى أن إظهار جماعات قائمة الرياض نزواتها أدى إلى الوضع الذي نحن عليه الآن.

وأعربت المتحدثة باسم الخارجية الروسية عن رأيها في أن مؤتمر ميونيخ سيقوم بتحليل المواقف بشكل عميق ومن الممكن أن يعيد الغرب النظر في موقفه من تطور الوضع، مشيرة إلى وجود "انعطاف كبير واضح" في الموقف الغربي، بما في ذلك بشأن الأحداث في سوريا.

كما أكدت زاخاروفا أن تجاهل الأكراد في تسوية الأزمة السورية هو طريق مسدود، مشيرة إلى أن موسكو كانت تدعو دائما إلى ضرورة إشراك كافة القوى غير الإرهابية على الأرض في العملية السياسية.

وأضافت أن استعداد واشنطن لدعم الأكراد في مكافحة الإرهابيين في سوريا يمثل خطوة نحو تسوية الأزمة السورية، قائلة: "الدبلوماسية والسياسة تتعلقان بمسألة حلول وسط، لكنه يجب في مرحلة معينة القيام بخطوات مبدئية وخيارات مبدئة، وإلا فإن المضي قدما سيكون مستحيلا".

وقالت زاخاروفا إنه من غير المرجح أن تتوصل موسكو وواشنطن إلى اتفاق كامل حول سوريا، إلا أن هناك توافقا بشأن الهدف النهائي المتمثل في تحقيق تسوية سياسية في سوريا وكذلك وجود الخطر الإرهابي في هذا البلد.

وبحسب قولها فإنه ينبغي على موسكو وواشنطن التعاون بشكل وثيق بقدر استعداد الولايات المتحدة لذلك، وأكدت أن التعاون الروسي الأمريكي بهذا الشأن يجب أن يكون أكثر كثافة وأن موسكو مستعدة لذلك تماما.

من جهة أخرى أعلنت زاخاروفا أنه من الخطأ الكبير الحديث عن عدم وجود حلفاء لدى روسيا في الساحة الدولية، مشيرة إلى أنه لو كان كذلك لكان وضع العلاقات الدولية في المرحلة الحالية مغايرا تماما.

وأضافت أن العديد من الدول في ظل هذه الأوضاع الصعبة في العلاقات الدولية تؤيد الموقف الذي يدافع عنه الاتحاد الروسي، وذلك بشكل علني وغير علني أثناء مباحثات وكذلك من خلال خطواتها.

وترى زاخاروفا أنه يوجد في العلاقات الدولية حاليا برغم الخلافات فهم الأولوية الرئيسة للسياسية الدولية والتي تتمثل في الشراكة البناءة، مشيرة إلى أن هناك براغماتية أضيفت إلى ذلك لأن "السياسة الدولية تتعلق تحديدا بحماية المصالح الوطنية".

الخارجية الروسية: تمسك تركيا بموقفها من إسقاط قاذفتنا يحول دون استئناف الحوار معها

وبشأن العلاقات مع تركيا أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن موسكو تواجه في الفترة الأخيرة زيادة معاداة في لهجة أنقرة الرسمية، مؤكدة أن تمسك الجانب التركي بموقفه بشأن إسقاط القاذفة الروسية ورفضه تحمل المسؤولية عن هذا الحادث ورفضه معاقبة المسؤولين لا يسمح بتهيئة الظروف لاستئناف الحوار الكامل مع تركيا في المستقبل القريب.

وأشارت زاخاروفا إلى أن أنقرة تعرب عن قلقها بشأن خطوات الجيش السوري قرب حدودها لأنها تريد حماية "أعمالها القذرة" مع الإرهابيين، مضيفة أن تركيا ربما تسعى تحت هذا الغطاء كذلك إلى الاستيلاء على مناطق سورية واسعة متاخمة لحدودها.

وبشأن خطط دول الناتو حول تعزيز وجود الحلف في شرق أوروبا أكدت الدبلوماسية الروسية أن تعزيز قوات الناتو في المنطقة لن يحمي أوروبا من الإرهاب، مشيرة إلى أن الغرب يستغل الدعاية حول وجود "خطر روسي" من أجل زيادة النفقات العسكرية ونشر قوات إضافية.

وشددت أنه يجب على الغرب الإدراك بأن الإرهاب هو العدو المشترك للجميع.