خبراء روس: اللقاء التشاوري يمكن أن يؤسس لحوار يفضي لحل سياسي للأزمة
خبراء روس سانا

خبراء روس: اللقاء التشاوري يمكن أن يؤسس لحوار يفضي لحل سياسي للأزمة

أجمع محللون سياسيون وباحثون وخبراء روس على أهمية التأسيس لحوار يفضي إلى حل سياسي للأزمة في سورية انطلاقا من اللقاء التشاوري المنعقد في موسكو .

ففي مقابلة مع مراسل سانا في موسكو لفت يوري زينين كبير الباحثين في جامعة العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الروسية إلى أهمية عقد مثل هذا اللقاء كي يتمكن كل طرف من عرض مواقفه والتعرف على تطلعات وأهداف كل الأطراف.

وقال زينين إن التجارب تدل على ضرورة أن تكون مثل هذه اللقاءات والمحادثات موسعة وشاملة تمثل مختلف الأطياف في المعارضة لأن إطلاق التصريحات والبيانات المعارضة من خارج الحدود السورية شيء واللقاء مع المعارضين المختلفين وممثلي الحكومة شيء آخر.
واعتبر زينين أن بعض من يسمون أنفسهم “معارضين” غالبا ما يطلقون شعارات أملاها عليهم رعاة خارجيون عرب وغربيون لذلك كان من الأفضل أن تكون هذه اللقاءات على صيغة اجتماعات موسعة تمثل مجمل أطياف الشعب السوري واتجاهاته السياسية والاجتماعية ليكون النقاش جديا وبناء.
وحول محاولات بعض الدول الغربية والإقليمية الراعية لقوى معارضة سورية منعها من حضور مشاورات موسكو قال زينين إنه من السذاجة التوقع بأن الغرب سيوافق على الأفكار التي تطرحها روسيا إذ ان كل الاقتراحات التي تقدمها موسكو في السنوات الأخيرة والمتعلقة بالأوضاع سواء في سورية أو في الشرق الأوسط وأفريقيا وأفغانستان وفي أماكن أخرى من العالم كانت تلاقي الامتعاض والرفض من قبل الغرب الذي يحاول عزل موسكو عن العالم في حين هي تحاول جمع أكبر عدد ممكن من القوى حول موضوع إيجاد حل للأزمة.


بدوره أكد ألكسندر إيغناتينكو رئيس معهد الديانات والسياسة عضو مجلس التفاعل مع المنظمات الدينية في الرئاسة الروسية ان حل الأزمة في سورية لا يمكن أن يكون ناجحا إلا عبر مثل هذه المسارات وبالدرجة الأولى عبر الحوار بين مختلف الأطراف “المعارضة السورية” المعروف عنها أنها متعددة ومتناقضة بل ومتصارعة فيما بينها في كثير من الأحيان.
وأعرب إيغناتينكو عن اعتقاده بامكانية ان يفضي هذا اللقاء إلى “توافقات معقولة” وأن يشكل خطوة أولية وأساسية للحل بعيدا عن الشروط المسبقة والتعجيزية أمام الاطراف المتحاورة

من جهته رأى الباحث والمحلل السياسي الكسندر كوزنيتسوف من جامعة موسكو الحكومية أن اللقاء التشاورى بين وفد الجمهورية العربية السورية ووفد “شخصيات المعارضة” ينطوي على اهمية كبيرة لأنه يجري في ساحة موسكو متمنيا ان يحقق لقاء موسكو النجاح بتجاوز الانقسامات والبدء بوضع برنامج موحد للدولة السورية العلمانية الديمقراطية.
بدوره رأى أندريه باكلانوف مستشار نائب رئيسة مجلس الاتحاد الروسي ان الحل في سورية يتطلب بعض الوقت لافتا الى صعوبة انتظار تغييرات جذرية في يوم واحد

وقال باكلانوف في مقابلة مماثلة إن روسيا التي تعتبر صديقا تقليديا للشعب السوري تؤكد على الدوام أنها على استعداد لإبداء المساعدة لأصدقائها السوريين بكل الوسائل من أجل التوصل الى توحيد الجهود بين مختلف القوى السياسية السورية حيث نعتقد ان الجميع مهتمون بالعيش على نحو افضل ولكنهم ينظرون من زوايا مختلفة الى سبل تحقيق هذا الهدف.
وأعرب الخبير السياسي الروسي عن اعتقاده بأن هناك فرصة لتوحيد هذه الجهود والتوصل إلى حلول مقبولة وقال إنه لابد من الأخذ بعين الاعتبار انه جرت منذ فترة ليست بالبعيدة انتخابات في سورية وهناك حكومة شرعية ورئيس شرعي ولذلك يجب الانطلاق من الوقائع الراهنة.
وكان وفد الجمهورية العربية السورية وشخصيات المعارضة عقدا جلستين من المناقشات في إطار اللقاء التمهيدي التشاوري الذي تستضيفه العاصمة الروسية

سانا