تشكيل «حكومة العبادي» على وقع التدخل الأمريكي المباشر !

تشكيل «حكومة العبادي» على وقع التدخل الأمريكي المباشر !

جاء تشكيل الحكومة الخامسة منذ سقوط النظام الديكتاتوري السابق واحتلال العراق على يد الأمريكيين، ليعيد العراق إلى المربع الأول تحت الهيمنة الكاملة للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الإمبرياليين.

فالطائرات الأمريكية تشن حرباً على "داعش" التي احتلت ثلث الأراضي العراقية وبدا الجيش والبيشمركة والمليشيات في وضع الانتقال من الهزيمة إلى الهجوم البطيء المدعوم بالحشد الشعبي. وتؤكد المعلومات الموثوقة المسربة من أروقة مفاوضات الكتل الطائفية الإثنية أن التدخل الأمريكي المباشر هو من حسم أمر تشكيل الحكومة الخامسة التي ولدت رغم حالة الحرب وفقدان الأمن دون وزير دفاع أو وزير داخلية.

 

لا جديد!

دفع كل ذلك المواطن العراقي إلى إجراء مقارنة بين تركيبة الحكومة الرابعة الماضية والحكومة الخامسة ليستنتج بأنها تكرار مسخ لسابقاتها، خصوصاً وأن العبادي قد تنصل فوراً من تعهداته التي قطعها على نفسه أمام الشعب، وفي مقدمتها تعهده بترشيق الحكومة، وتشكيلها من الكفاءات، ذات طبيعة وطنية جامعة، وإذا بها حكومة مترهلة تتكون من تدوير أبرز وجوه الحكومات السابقة وإضافة شخصيات لا تتمتع بالكفاءة والمهنية، والأسوأ من كل ذلك أنها حكومة محاصصة يرافقها ثلاثة نواب للرئيس لا عمل لهم سوى تكلفة الشعب ميزانيات باذخة، فمنصب الرئيس تشريفي أصلاً فما بالك بنوابه!!.

 

الدرس الأمريكي المتكرر!

لم تتعلم الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة من درس الهزيمة أمام "داعش"، بل لجأت إلى الاحتماء بالسيد الأمريكي وقررت شرعنة دور المليشيات الطائفية الإثنية بالإعلان عن النية في تشكيل "الحرس الوطني" إطاراً لها كقوة موازية للجيش التطوعي، والإصرار على تنفيذ الشروط الأمريكية بعدم إعادة بناء الجيش العراقي على أساس الخدمة الإلزامية الوطنية.

إن اشتراط أوباما تشكيل حكومة متوازنة لإقامة حلف دولي للقضاء على "داعش" المصنعة أمريكياً وصهيونياً، يرمي إلى أهداف استراتيجية على صعيد المنطقة والعالم، ليس من بينها قطعاً، أهداف الشعب العراقي في الحياة الحرة الكريمة. من أبرز هذه الأهداف تصعيد الصراع مع روسيا وتطويقها من الجنوب بفرض وجود أمريكي في العراق وسورية، ورسم خرائط الإمارات الطائفية الإثنية على أنقاض الدول الوطنية، وضمان هيمنة الشركات الإمبريالية على النفط.

 

اليسار: يتحاصصون على حساب الشعب!

أعلن التيار اليساري موقفه قبل ساعات من انعقاد جلسة البرلمان في 8/9/2014 المكرسة للتصويت على حكومة العبادي، وفي رده على سؤال وكالة رويترز بشأن توقعات الشعب العراقي قال صباح الموسوي منسق التيار اليساري العراقي حول جلسة تشكيل الحكومة العراقية: "سوف لن تخرج جلسة البرلمان ولا تشكيلة الحكومة عن نظام المحاصصة الطائفية الإثنية الفاسد المأزوم بنيوياً والمولد للأزمات. فحكومة الولاية الخامسة منذ سقوط النظام البعثي الفاشي واحتلال العراق في 9 نيسان عام 2003- حكومات علاوي والجعفري وحكومتي المالكي- تسببت في نهب ثروات العراق وتجويع شعبه وتعريض الوطن لمخاطر التقسيم، وإن كان هناك من يدعي الوطنية حزباً أو شخصية من بين المشاركين في هذا النظام فعليه الإعلان عن برنامج وطني عراقي يتصدره هدف إلغاء ما يسمى باتفاق المصالح الاستراتيجي مع أمريكا.... فحكومة العبادي سوف لن تختلف لا من حيث بنيتها أو برنامجها عن حكومات المحاصصة الأربع السابقة رغم التهليل للخلاص من الولاية الثالثة، إنهم يتخاصمون ثم يتحاصصون على حساب دماء الشعب وسيادة الوطن".

وجدد التيار اليساري العراقي موقفه غداة الإعلان عن الحكومة الخامسة، ففي رده على سؤال وكالة "اسوشيتيد بريس" حول تقييم تشكيلة حكومة الدكتور حيدر العبادي، قال منسق التيار اليساري العراقي:"إنها حكومة محاصصة بامتياز ولدت تحت الضغط الأمريكي على الأطراف الطائفية الإثنية المتخاصمة، وتعبر تشكيلتها بغياب وزيري الدفاع والداخلية في بلد تحتل ثلث أراضيه من قبل داعش الإرهابية، عن الاستهتار بالدماء والأرض، وهي حكومة تحاصص لصوصي جديد، حكومة تعبر عن طبيعة النظام الفاسد العاجز عن تقديم حلول لمشاكل المجتمع. يتحكم فيها السيد الأمريكي "المنقذ" تحكماً تاماً. ولم يعد أمام الشعب العراقي من طريق إن أراد تحرير الأرض من الغزاة والعيش بحرية وكرامة سوى طريق الانتفاضة الشعبية للخلاص من الطبقة السياسية الفاسدة وسيدها الأمريكي عراب داعش".

 

*منسق التيار اليساري العراقي 

آخر تعديل على الأحد, 14 أيلول/سبتمبر 2014 21:31