أهالي مخيم الوافدين..  لو أنّ أحد المسؤولين يعيش معنا أسبوعياً!

أهالي مخيم الوافدين.. لو أنّ أحد المسؤولين يعيش معنا أسبوعياً!

ما زالت أوجه معاناة الأهالي في مخيم الوافدين في ريف دمشق على حالها، من المياه والكهرباء والمحروقات والغاز، بالإضافة إلى المعاناة من شبكة الصرف الصحي والشوارع المحفرة، ونقص المدرسين في المدارس وتردي الواقع الصحي، بل باتت هذه المعاناة مزمنة، والأسوأ من ذلك هي حال الاستهتار واللامبالاة بهم وبمعاناتهم.

يقول الأهالي، المفقرون والمهمشون بغالبيتهم: إن بعض الأزمات زادت واستفحلت بدل أن تخف، فإذا كانوا قد تأقلموا غصباً عنهم مع سوء الخدمات وذرائعها طيلة السنوات الماضية كونها تعتبر أزمات عامة، فإن بعضها الآخر قد تزايدت وأصبحت أكثر سوءاً مما سبق، وخاصة بالنسبة للمواصلات وترحيل القمامة، ومن الصعوبة التأقلم مع هذا السوء.
المواصلات استغلال على حساب المعيشة
استفحلت أزمة المواصلات من وإلى المخيم، وتزايدت معها أوجه الاستغلال، فبذريعة المازوت انخفضت أعداد السرافيس التي تعمل على خط النقل من وإلى دمشق يومياً، حيث يتحجج السائقون بالوقوف مطولاً على طوابير الانتظار، ومنهم من يتذرع بتأمين المازوت من السوق السوداء بسعر مرتفع، والنتيجة هي: ساعات طويلة من الانتظار، يرافقها المزيد من الازدحام، وخاصة خلال ساعات الذروة، مع زيادة في السعر الذي يتقاضاه السائقون من المواطنين على التعرفة المقررة، والاضطرار في كثير من الأحيان للاستعانة بالتكاسي بأجورها المرتفعة والمرهقة، وخاصة في ساعات بعد الظهر والمساء، وذلك لتوقف خط نقل السرافيس تقريباً خلال هذه الفترة، ولا شك أن هذه التكاليف تعتبر نفقة إضافية كبيرة يتكبدها الأهالي على حساب ضروراتهم المعيشية، مع العلم أن غالبية المضطرين للتنقل اليومي هم من الطلاب الذين يقاضون مصروفهم من ذويهم، بالإضافة إلى العاملين والعاملات الذين تغلب على عملهم صفة المياومة بطبيعته الاستغلالية، حيث يعتبر التأخر عن العمل بمثابة الانقطاع عنه، بحسب أنماط الاستغلال التي أصبحت أكثر جوراً على هذه الشريحة من العاملين.
القمامة مشكلة صحية وبيئية
مشكلة القمامة في المخيم وداخل أحيائه وعلى مفارق شوارعه وحاراته تزايدت، حيث أكوام القمامة غير المرحلة تفقأ العين، والمشكلة أنه عند ترحيلها يبقى منها الكثير متناثراً في المكان، وكأن عمليات الترحيل عبارة عن رفع عتب ليس إلا، وما يخشاه الأهالي هو تداعيات هذه المشكلة المتفاقمة مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، وما يرافقها من تفسخ لهذه الأكوام من القمامة غير المرحلة، وما ستستقطبه من حشرات وبعوض وقوارض، وانعكاسات كل ذلك على الصحة العامة والبيئة، وخاصة بالنسبة للأطفال في ظل تردي الواقع الصحي، وسوء بنية هؤلاء بسبب تردي الواقع المعيشي وسوء التغذية عموماً.
مشاكل متفرقة أخرى
تأمين الغاز مشكلة إضافية لم تحل حتى الآن في المخيم، حيث يضطر البعض من الأهالي إلى الانتقال إلى ضاحية حرستا لتأمين جرة غاز، وذلك لمن استطاع إليها سبيلاً، طبعاً باستثناء بعض المحسوبين والمتنفذين الذين لم ينقطعوا من المادة، ولم يعانوا من مشكلتها، وكذلك هي الحال مع مازوت التدفئة، مع العلم أن هاتين المادتين متوفرتان في السوق السوداء لمن يرغب وفقاً للسعر المفروض والمتغير بحسب شدة الأزمة والطلب على المادة.
المدارس ما زالت بعضها تعاني من نقص بالمدرسين حيث تعتمد على نسبة كبيرة من المكلفين للقيام بالتدريس فيها، وهؤلاء بغالبيتهم من حملة الشهادة الثانوية، ممن يراكموا خبراتهم العملية عبر تجربة الخطأ والصواب على حساب احتياجات ومصلحة التلاميذ والمناهج المقرة.
الشوارع المحفرة، التي تصبح بركاً طينية في الشتاء، ومليئة بالأتربة والمغبرة في الصيف، مع حال أسيقة شبكة الصرف الصحي المتردية، أصبحت من معالم المخيم، حيث لم تعد تعتبر حالة شاذة، وكأنه كتب على أبناء هذا المخيم أن يتأقلموا مع هذا الطين والغبار.
أما بالنسبة للكهرباء والمياه فهي مشكلة مزمنة عامة، ومع ذلك هناك بعض أوجه المحاباة بالتزود بها، بحسب ساعات القطع والوصل المقررة، بالإضافة إلى عدم تزامن فترات القطع والوصل بهاتين الخدمتين، باعتبار أن وصل المياه مرتبط بالكهرباء.
المسؤولون غير المسؤولين
الأهالي أصابهم اليأس من معالجة مشاكلهم وأزماتهم، فهي على مرأى ومسمع البلدية والمحافظة والجهات العامة المسؤولة عن الخدمات (المياه- الكهرباء- التربية- الصحة- وغيرها) منذ سنين، حتى ما قبل سني الحرب والأزمة، وقد تقدموا سابقاً بالكثير من الشكاوى من أجل معالجتها لكن دون جدوى!.
وبحسب هؤلاء، إن اللامبالاة والاستهتار تجاههم وتجاه احتياجاتهم وضروراتهم الخدمية أصبحت سِمة عامة لدى كافة الجهات الرسمية المعنية، وكأن قدرهم هو أن يعانوا أيضاً مع هؤلاء المسؤولين غير المسؤولين!.
ونختم بما قاله أحد أبناء المخيم: «بدنا حدا من المسؤولين يجي يعيش معنا شي أسبوع زمان، ويشوف كيف عايشين من قلة الموت.. والله ليطفش من أول ساعة!».

معلومات إضافية

العدد رقم:
913
آخر تعديل على الإثنين, 13 أيار 2019 08:18