القوميون الأوروبيون يحشدون قواتهم

يقترب موعد الانتخابات الأوروبية التي ستعقد في الأسبوع القادم، تلك الانتخابات التي ينتخب فيها حوالي 751 عضواً من التحالفات والأحزاب الأوروبية انتخاباً عاماً، ليشارك أعضاء البرلمان هؤلاء بتحديد سياسات الاتحاد... ووسط الصراع السياسي المحتدم في أوروبا، فإن لهذه الانتخابات أهمية تركز عليها تحديداً ما تسمى «أحزاب اليمين الشعبوي القومية».

احتشد في مدينة ميلانو الإيطالية تجمع لـ 11 حزب قومي أوروبي، أهمها: حزب رابطة الشمال الإيطالي الحاكم، وحزب التجمع الوطني الفرنسي، وحزب البديل من أجل ألمانيا... استطلاعات الرأي تقول أن ماري لوبان حتى الآن ستكون متفوقة على حزب ماكرون، ويتوقع الحزب الإيطالي أن يحصل على 30% من الأصوات الإيطالية. بينما الحزب الألماني في موقع أقل، ولكنه دخل الخارطة السياسية بسرعة، ويتوقع ان يحصل على 10% من الأصوات الألمانية في البرلمان الأوروبي.
التجمع يريد أن يؤسس ما يسمى بتكتل (أوروبا الأمم والحريات)، كبديل مطروح عن الاتحاد الاوروبي مستقبلاً... إذ تعتبر هذه الاتجاهات: ان أوروبا أقوى بأممها المستقلة، أكثر مما بتكاملها.
الاحزاب التقليدية الأوروبية، وتحديداً الاحزاب الحاكمة في ألمانيا وفرنسا، تشعر بتهديدٍ جدي من الاتجاهات السياسية المذكورة، والنامية بسرعة في ظرف الأزمة الأوروبية. وتأخذ الانتخابات والتسابق فيها طابع الفضائح، حيث تكشف وسائل الإعلام والجهات السياسية الأخرى، ملفات فساد لأحزابِ ومسؤولي اليمين القومي، أطاحت بنائب المستشار النمساوي، وبأسماء أخرى في الحكومة الإيطالية.
تجتمع هذه الأحزاب على شعارات محددة، مستندة على قضايا إشكالية لدى الجمهور الأوروبي مع الأزمة المالية، وخطط التقشف التي تضغط أوروبا، فتدعو هذه الأحزاب إلى رفض الاتحاد الأوروبي، والدعوة للخروج منه، وإلى إيقاف تدفق المهاجرين واستقبالهم، وتتباين فيما بينها في موقفها من الولايات المتحدة الأمريكية رغم شبه الإجماع على رفض علاقة التبعية الأوروبية لأميركا.
تشكل هذه الاحزاب واحدة من ردود الفعل الموضوعية، والتيارات السياسية التي تظهر في لحظة الأزمات، وهي تضع مقولات شعبية أوروبية على الطاولة وبصوت مرتفع... مستقطبة حولها جمهوراً عريضاً لم تعد الأحزاب الديمقراطية التقليدية قادرة على تمثيله. أما سِمَة العنصرية التي تُعطى لها، فهي جزء أساسي من خطاب الاستقطاب الذي تستخدمه، والذي يفتح على احتمالات تصعيد الانقسام الثانوي في القارة الأوروبية، بين الأوروبيين والمهاجرين.

معلومات إضافية

العدد رقم:
914