أفغانستان: أول انسحاب أمريكي جدي

أفغانستان: أول انسحاب أمريكي جدي

يبحث مسؤولون أمريكيون خطة سحب 5000 جندي وإغلاق 5 قواعد في أفغانستان خلال 135 يوماً. وتؤثر التناقضات الداخلية في الولايات المتحدة- وتخبطها عالمياً- في تسريع أول انسحاب أمريكي جدي من بعض القواعد التي تحتلها في العالم ولن يكون ذلك آخر انسحاب.

باكستان تودَّع الحرب

بدأت باكستان تلوح بمغادرة السفينة الأمريكية، ورفضت لاعتبارات باكستانية بحتة المشاركة في الحروب التي تشنّها الولايات المتحدة، وترى أنَّ السياسات الأمريكية في أفغانستان قد ساهمت بخسائر بشرية واقتصادية كبيرة لهم، وقد تؤدي هذه السياسات إلى تفجير الأوضاع في باكستان حالياً.
أكد رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، أنه من غير المنصف أن تلقي الولايات المتحدة باللوم على باكستان بسبب فشلها في أفغانستان.
وقال خان، إن باكستان خسرت أكثر من 100 مليار دولار أمريكي من اقتصادها، وأكثر من 70 ألف شخص، وفي نهاية المطاف تلقي الولايات المتحدة باللوم علينا لعدم نجاحها في أفغانستان، أجد أن الأمر غير منصف لباكستان.
ولفت خان إلى أن إسلام آباد تلقت ضربة قاسية بعد انضمامها إلى الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب العالمية على الإرهاب، لأنها قبل ذلك الوقت، كانت قد دربت المقاتلين الذين أوجدتهم وكالة الاستخبارات المركزية CIA لخوض الحرب ضد الاتحاد السوفيتي سابقاً، في العام 1980، وبعد ذلك انقلب هؤلاء المقاتلون ضد باكستان. وقال أيضاً: أشعر أنه يجب على باكستان أن تبقى على الحياد، لأننا إذا شاركنا الأمريكيين في هذه الحرب فسينقلب المتمردون ضدنا.

تناقض أمريكي

أعرب جوزيف بايدن، المرشح الديمقراطي الذي يحتمل أن ينافس الرئيس دونالد ترامب على الرئاسة، في مناظرة تلفزيونية في هيوستن بتكساس، بثتها شبكة ABC التلفزيونية. عن اعتقاده بأن واشنطن يمكنها مكافحة الإرهاب في أفغانستان دون وجود قوات أمريكية هناك! كما وعد بانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وقال: ترامب وضع الولايات المتحدة في «موقف رهيب». وأضاف أيضاً: يجب على واشنطن الإصرار على أن توفر باكستان قواعد للطيران الأمريكي، ولسنا بحاجة إلى قواتنا في أفغانستان. سأعيدهم إلى بلادهم.
بينما بدا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متحمساً حيال إنهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة، والتي انطلقت قبل 18 عاماً في أعقاب هجمات 11 أيلول 2001. ويُريد ترامب الاستيقاظ من «كابوس أفغانستان».

مفاوضات أمريكا- طالبان

أمر الديموقراطيون بالكونغرس الأمريكي موفد واشنطن إلى أفغانستان زلماي خليل زاد الإدلاء بشهادته أمام المجلس، احتجاجاً على حجب معلومات عنهم تتعلق بالمفاوضات التي توقفت حالياً مع طالبان. وأصدر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب أمر استدعاء يجبر خليل زاد على المثول أمام المجلس في 19 أيلول الجاري. وجاء الأمر الملزم قانوناً بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المفاوضات مع طالبان باتت «بحكم الميتة» وكشفه بأنه كان يستعد لعقد محادثات في منتجع كامب ديفيد مع ممثلي المقاتلين وألغاها.
وفي أول أمر استدعاء تصدره اللجنة منذ فاز الديموقراطيون بغالبية مقاعد مجلس النواب، قال رئيس المجلس إن إدارة ترامب تجاهلت على مدى شهور الطلبات التي تقدم بها النواب لمعرفة المزيد عن المحادثات مع طالبان. وقال: مللت من حجب هذه الإدارة للمعلومات عن الكونغرس والشعب الأمريكي فيما يتعلق بعملية السلام والكيفية التي سنطوي من خلالها صفحة هذه الحرب الطويلة. وأضاف: نحتاج إلى أن نستمع مباشرة من الشخص المعني في هذه الإدارة بملف أفغانستان لفهم كيف خرجت هذه العملية عن مسارها. ويجبر أمر الاستدعاء الصادر عن الكونغرس المسؤول على المثول، رغم أن إدارة ترامب تحدت هذه الأوامر في عدة مناسبات، ما نجمت عنه معارك قضائية.
وكان خليل زاد قد أجرى 9 جولات من المحادثات السرية مع ممثلي طالبان في الدوحة، دون أن يفصح عن كثير من المعلومات حولها. وأعلن لاحقًا أنه توصل إلى اتفاق مبدئي مع الحركة يقضي بسحب الولايات المتحدة لجنودها وتعهّد المتمردين بقطع علاقاتهم بتنظيم القاعدة. لكنه اتّهم طالبان بإظهار سوء النيّة عبر شنها هجوماً في كابول أسفر عن مقتل جندي أميركي بينما كانت المحادثات لا تزال جارية.
لا تبدو الولايات المتحدة بريئة في هذه الحادثة، وهي صاحبة اليد الطولى في إفشال المفاوضات وتأخيرها بمثل تلك الحوادث.

معلومات إضافية

العدد رقم:
931
آخر تعديل على الإثنين, 16 أيلول/سبتمبر 2019 12:47