لقاء بوتين وميركل... هل باتت ألمانيا في فلك الشرق؟

لقاء بوتين وميركل... هل باتت ألمانيا في فلك الشرق؟

تشهد العلاقات الروسية-الألمانية تقارباً غير مسبوق وبشكل مستمر، حيث جرى مؤخراً لقاء بين الرئيسين ميركل وبوتين في موسكو لبحث مختلف الملفات الدولية... فما هي مخرجات اللقاء وما دلالات هذا التقارب؟

أعلن الكريملين في وقت سابق عن زيارة ميركل إلى موسكو لبحث «مواضيع ساخنة دولياً» ومنها: الأزمة السورية، الأزمة الليبية، أوكرانيا، والملف النووي الإيراني. وجرى هذا اللقاء في يوم السبت 11 من الشهر الجاري، حيث تبعه مؤتمر صحفي لكلا الرئيسين أعربا فيه عن وجود توافقات وتطورات في مختلف المسائل.

سورية

تحدث بوتين «نعتقد مع شركائنا الألمان أنه يمكن حل الأزمة السورية فقط عن طريق التسوية السياسية والقرار الدولي 2254، ويجب أن يقرر ويحدد الشعب السوري مصيره ومستقبله ومستقبل بلاده» وأكد أيضاً أن «روسيا مع تركيا وإيران في إطار صيغة أستانا ستواصل دعم اللجنة الدستورية» وأشار أيضاً حول وجود توافقات مع ألمانيا فيما يخص إعادة الإعمار وحل مسألة اللاجئين وعودتهم الآمنة. من جهتها أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن وجود نتائج إيجابية وأعلنت «تم التوصل ليلة أمس إلى حل المسألة الإنسانية في إدلب» مؤكدةً أنه «لا حلّ عسكرياً للأزمة السورية وإنما حل سياسي فقط».

ليبيا

حول ليبيا تحدث الرئيس الروسي عن ضرورة «وقف إطلاق النار بين «حفتر» و«السراج» واستئناف المحادثات والعملية السياسية بغية تجاوز التقسيم داخل البلاد»، الأمر الذي أكدته ميركل معتبرةً أن خطوة وقف إطلاف النار ستكون«أساساً لتسوية الأزمة» وأعلنت عن وجود «محاولات لعقد لقاء بين مختلف الأطراف الليبية في برلين تحت رعاية الأمم المتحدة، ليكون بإمكان الجانبين بناء دولتهم ذات السيادة» وأن «على السراج وحفتر أن يُعنيا في حل هذه المسائل».

إيران

فيما يخص الاتفاق النووي الإيراني، أكد بوتين أن «روسيا وألمانيا تدعوان بشكل حازم إلى مواصلة سريان هذه الاتفاقية» وأشار إلى أن «الإيرانيين يجب أن يعتمدوا على دعم الدول الأوروبية التي قد وعدت بإنشاء ما يسمى بـ آلية التداولات المالية أو «انستكس» على أن تبدأ عملها في أقرب وقت».

أوكرانيا

حول أوكرانيا أكد بوتين أن «اتفاقية مينسك لا بديل عنها لتطبيع الأوضاع جنوب شرقي البلاد، ومن المهم أن المسائل الملموسة التي وضعت في لقاءاتنا الأخيرة في إطار رباعية النورماندي أن ترى النور»، وهو الأمر الذي أكدته ميركل بإعلانها «في نهاية العام الماضي تم تبادل الأسرى والمعتقلين» وأن ألمانيا تعمل على تنفيذ ما نتج عن قمة النورماندي وفق «الأسس الموجودة مسبقاً» في إشارة إلى اتفاقية مينسك ذاتها.

الغاز الروسي

أكدت المستشارة الألمانية أن مشروع «السيل الشمالي 2» تم التوقيع عليه من قبل الدول الأوروبية قانونياً ولا بد من إنهاء هذه الاتفاقية» وأعلنت عن «تمديد اتفاقية إمداد الغاز الروسي إلى ألمانيا عبر أوكرانيا» مؤكدةً أن ألمانيا وأوروبا مستفيدتان جداً من السيل الشمالي 1 و2 وجددت ميركل رفضها للعقوبات الأمريكية على المشروع واصفةً إياها بأنها «أمرٌ غير صحيح».

ألمانيا في فلك الشرق؟

بات بالإمكان القول بأن ألمانيا، الحليف التاريخي لواشنطن وعضو «الناتو» والعصب الاقتصادي الرئيس والأكبر لأوروبا، قد بدأت تدور في فلك الميزان الدولي الجديد مع القوى الصاعدة المتمثلة في روسيا والصين أولاً، وتُجري انعطافاً تاريخياً هاماً في توجهاتها السياسية، عبر مواقفها الأخيرة، والتعاون المتزايد مع روسيا، لتلعب دوراً دولياً وإقليمياً مستقلاً عن الهيمنة الأمريكية وبغير مصلحته على أقل تقدير. وبالاستناد إلى الوزن الألماني في أوروبا وتأثيره، يمكن القول أيضاً بأن انعطافها هذا سيشكل مهمازاً لباقي الدول في القارة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
948
آخر تعديل على الإثنين, 13 كانون2/يناير 2020 13:55