الدور المصري الإقليمي وتأثيراته
يزن بوظو يزن بوظو

الدور المصري الإقليمي وتأثيراته

مع تفاقم الأزمة الليبية ووصولها إلى شفا اتفاق سياسي بين الطرفين المتنازعين، عبر الجهود الروسية بالتعاون مع ألمانيا، نشط الدور المصري الإقليمي إثر هذه المسألة، وأصبح نقطة تجاذب مباشرة بين الطرفين الدوليين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.

لا يمكن بأية حال من الأحوال تجاهل الوزن المصري وتأثيره على أيّ من دول الإقليم المجاورة لها.

قوة لمكافحة الإرهاب

بعد الدخول التركي إلى المسألة الليبية، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن استعداد بلاده لاستضافة قمة إفريقية، مخصصة لبحث إنشاء قوة إفريقية «لمكافحة الإرهاب»، وبعد يومين من ذلك عُقد في مصر اجتماع لرؤساء أركان حرب القوات المسلحة لدول تجمّع دول الساحل الإفريقي الخمس لبحث إنشاء هذه القوّة المشتركة، ومن بين القضايا التي جرى نقاشها خلال الاجتماع وعلى رأسها الأزمة الليبية «بما يحفظ حقوق الشعب الليبي» حسبما ورد في وسائل الإعلام.
بغض النظر عن مدى الإمكانية الحقيقية لقيام مثل هكذا تجمّع عسكري ليلعب دوراً مباشراً على الأرض، إلّا أن ما يهم هو الأثر السياسي، حيث إنه محاولة مصرية لحشد تأييد من دولٍ إقليمية بمواجهة كلّ من تركيا والسرّاج.

العلاقات المصرية الأمريكية

بالتوازي مع التحركات الاقليمية تلك، جرى الحديث مؤخراً عن إجراء مصر محادثات مع صندوق النقد الدولي «للحصول على مساعدة فنية» في الإصلاحات الهيكلية داخل البلاد. علماً بأن مصر كانت قد وقّعت على قرض بقيمة 12 مليار دولار عام 2016، وبدوره قال المتحدث باسم الصندوق، جيري رايس، إن مصر أنهت مؤخراً برنامج المساعدات التي حصلت عليها، وتحتاج الآن إلى «موجة جديدة من الإصلاحات» لتنشيط القطاع الخاص.
وفي اليوم التالي، وبعد اجتماع الدول الخمس الإفريقية، التقى وزير الخارجية المصري بالمستشار القومي الأمريكي روبرت أوبراين لبحث العلاقات الثنائية و«ضرورة تعزيز التنسيق بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية حول القضايا الإقليمية».

رفع الوزن الإفريقي

لكن في المقابل، طالب مندوب مصر الدائم في الأمم المتحدة بحصول القارة الإفريقية على مقعدين دائمين بكامل الصلاحيات، بما فيها حق النقض «الفيتو» بحسب بيان عن وزارة الخارجية المصرية، وجاء ذلك خلال جولات مفاوضات حول إصلاح وتوسيع مجلس الأمن الدولي.
إن هذا الطلب يأتي ضمن المصلحة المصرية والإفريقية بجميع الأحوال، إلا أن لتوقيته أمرين إضافيين، حيث يعبر هذا التوجه عن الإستراتيجية الروسية والصينية بإعادة إحياء دور فعال وحيادي لهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، اللذين كانا وعلى مر عقود أداة أمريكية أكثر منها دولية، ومن جهة أخرى يمكن القول بأنه مبادرة مصرية رداً على موافقة الدول الإفريقية على طلب الاجتماع الأخير. لكنه وبشكل أكيد، لا يعبِّر عن أية مصلحة أمريكية بأي شكل كان.

معلومات إضافية

العدد رقم:
953
آخر تعديل على الإثنين, 17 شباط/فبراير 2020 13:19