اللاجئون السوريون 6,7 ملايين  مليون إضافي بين تركيا وألمانيا؟!

اللاجئون السوريون 6,7 ملايين مليون إضافي بين تركيا وألمانيا؟!

6,7 ملايين لاجئ سوري عبر العالم مسجلون في نهاية 2018، العدد الذي أصبح يشكّل نسبة 40% تقريباً من العدد المقدّر داخل البلاد! ورغم التراجع في عدد اللاجئين إلا أن ظروف البلاد لا تزال تدفع أكثر من نصف مليون شخص للخروج منها سنوياً ليصبحوا لاجئين عبر العالم، حيث خرج في 2018 أقل عدد سنوي ولكنه بلغ أكثر من 600 ألف لاجئ جديد! أما ظرف الشمال السوري فيعيد أزمة اللاجئين السوريين إلى مقدمة عناوين الأزمة السورية...

التوتر الحالي في منطقة الشمال السوري يفتح احتمال توافد مليون لاجئ سوري إضافي، وأول الإجراءات التركية كانت دفع أكثر من 37 ألف لاجئ سوري إلى الحدود. وهو عدد يفوق نصف اللاجئين السوريين المتوافدين خلال عام مضى إلى أوروبا. حيث بدأت أوروبا تحدّ من أعداد اللاجئين السوريين المتوافدين إليها، والذين بلغوا 70 ألفاً في عام 2018، 67 ألفاً منهم وصلوا إلى ألمانيا الوجهة الأساسية للسوريين في أوروبا.

تهديد بتدفق اللاجئين

والتهديد التركي إذا ما كان جدياً، فإنه يعيد خارطة اللجوء السوري في أوروبا إلى مستويات أعلى من الذروة في عام 2015... ويرفع إلى حد بعيد تدفق اللاجئين من سورية إلى الخارج، عدا عن الموجودين في تركيا. حيث في الأونة الأخيرة أتى انخفاض عدد الواصلين إلى أوروبا كنتيجة مباشرة للتضييق التركي على الحدود بعد اتفاقيات مع أوروبا مشروطة بعدم فرض عقوبات أوروبية على تركيا. بينما التوتر يفتح كل الاحتمالات، ويتحول ملايين اللاجئين السوريين إلى ورقة مفصلية في العلاقات التركية الأوروبية، حيث تخاف أوروبا من أزمة اللجوء، وتخاف تركيا من أزمة الديون والتراجع الاقتصادي الناجم عن العقوبات.

اللاجئون السوريون في تركيا... 2,3 مليون فقراء

يتجمع اللاجئون السوريون في الإقليم بالدرجة الأولى، ومعظمهم في تركيا حيث أكثر من نصف اللاجئين السوريين 3,6 ملايين لاجئ سوري. أما خارج الإقليم فإن اللاجئين السوريين يتمركزون في أوروبا، وأكثر من 500 ألف في ألمانيا تليها السويد التي تضم أكثر من 100 ألف لاجئ سوري والباقي يتوزع بأعداد أقل في النمسا وهولندا بمجموع قارب مليون لاجئ سوري في عموم أوروبا.
ضمن الإقليم قد تكون أوضاع السوريين في تركيا هي الأفضل، فتركيا هي الدولة الأعلى دخلاً والأكثر قدرة على التشغيل. ولكن مع ذلك تقول تقديرات منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن تركيا تحتاج إلى حوالي مليار دولار للإنفاق على اللاجئين وعلى المجتمعات المحلية المتضررة، ولكن هذا المبلغ لا ينفق بأكمله.
تشير التقديرات الدولية إلى أن 67% من السوريين في تركيا يعيشون على خط الفقر وما دون في 2017، أي حوالي 2,3 مليون سوري في تركيا يضافون إلى الفقراء السوريين داخل البلاد والذين يقاربون وفق التقديرات الدولية أكثر من 14 مليون على خط الفقر ودونه.
لم تعطِ تركيا السوريين حق العمل للاجئين السوريين بشكل نظامي إلا في عام 2016، ولذلك فإن السوريين في تركيا يعملون بمعظمهم في القطاع الأسود وبأجور أقل من الحد الأدنى التركي البالغ 400 يورو شهرياً.

اللاجئون السوريون في ألمانيا... شغل كامل على أجر الحد الأنى

أوضاع اللاجئين السوريين في أوروبا، وفي ألمانيا تحديداً أفضل بطبيعة الحال. نتيجة حجم المساعدات الاجتماعية الواسع. ولكن بمقاييس التشغيل والأجر فالوضع ليس مبشراً كثيراً. فحتى نهاية 2018 كان لا يزال 72% من اللاجئين السوريين في عمر العمل، عاطلين عن العمل بما يقارب 110 آلاف سوري، وهو أعلى معدل بطالة بين جاليات اللجوء الثماني الأكبر في ألمانيا.
بينما المشتغلون بأعمال منظمة ووقت عمل كامل نسبتهم 28% وحوالي 18 ألف سوري، وهو أيضاً المعدل الأخفض ضمن جاليات اللجوء الأكبر في ألمانيا. وبالمقابل حوالي 64 ألف سوري تقريباً يحصلون على أعمال متقطعة أو جزئية عبر منظمات المساعدة والتشغيل الاجتماعي، ونسبة 32% يستفيدون من إعانات البطالة.
المشتغلون السوريون بأعمال كاملة في ألمانيا عام 2015، حصلوا على أجر وسطي قليل، بمعدل قارب 1600 يورو تقريباً للأسرة، ومعدل 700 يورو شهرياً لكل فرد من أفرادها المقدرين وسطياً بأقل من 3 أفراد (حيث تراجع العدد الوسطي للأسر السورية بمعدل كبير في أوروبا). وهذا الأجر يعني عملياً 10 يورو تقريباً في الساعة لمعيل الأسرة، وهو عند الحد الأدنى للأجور في ألمانيا والبالغ قرابة 9 يورو.
ولكن بالمقارنة، فإن الحد الأدنى للدخل في تركيا يقارب 400 يورو شهرياً لا يحصل عليه معظم السوريين المشتغلين في القطاع غير المنظم. وكذلك الأمر لا مجال للمقارنة مع ظرف دخل وأجر السوريين في سورية وبحد أدنى للأجور يقل عن 70 دولاراً، أو في لبنان والأردن حيث النسبة العظمى من اللاجئين تعمل أعمالاً متقطعة وتعيش تحت خط الفقر. فلا مجال للمقارنة، حيث لا تزال أوروبا الخيار الأفضل نسبياً من حيث الدخل والشغل والحماية، تليها تركيا من حيث حجم التجمعات السورية وزيادة أعداد فرص العمل والتشغيل حتى لو كانت في ظروف غير سهلة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
955
آخر تعديل على الإثنين, 02 آذار/مارس 2020 12:56