سقط قناع الحياد وانكشفت النازية والمكارثية الجديدة

سقط قناع الحياد وانكشفت النازية والمكارثية الجديدة

أدعى هؤلاء بأنهم حياديون، وضجت وسائل الإعلام بادعاءات الحياد الخاصة بهم، ولكن في المنعطفات الساخنة وحدها، يسقط عنهم قناع الحياد، لتبدو الملامح البشعة للنازية الجديدة والمكارثية الجديدة.

في الحقيقة، إنها ليست المرة الأولى التي يكشف فيها «فيسبوك» عن ديكتاتوريته «الحيادية»، والتي لا يصدقها الكثيرون اليوم. ففي محطات عديدة، حظرت إدارة فيسبوك منشورات خاصة بالقضية الفلسطينية في انحياز واضح للكيان الصهيوني، وغير ذلك من الأمثلة.
واليوم، عشية الذكرى الـ 76 للنصر على الفاشية، حظرت إدارة فيسبوك إحدى منصات قناة روسيا اليوم الخاصة بالتاريخ، والتي تضم صوراً من الحرب العالمية الثانية. واعتبرت إدارة فيسبوك أن المنصة تخالف قواعد النشر عبر شبكاته.
واعتبر القائمون على شبكة التواصل الاجتماعي أن صور إعدام موسوليني وصور الفظائع التي ارتكبها النازيون في معسكرات الاعتقال، والتي نشرت على الصفحة المذكورة تعتبر انتهاكاً لقواعد الشبكة، لذا تمت إزالة الصفحة التي تحوي على 800 ألف مشترك. وكتبت وسائل الإعلام: ليس مفهوماً ما الذي أزعج موقع التواصل الاجتماعي هذا، هل هي صور موسوليني، أم التذكير بالمجازر، أم هو وجود المنصة التاريخية؟
ويذكر، أن إدارة فيسبوك في التاسع من أيار خلال العام الماضي 2020 كانت قد حظرت نشر صورة ملونة للعلم السوفييتي مرفوعاً فوق مبنى الرايخستاغ، حيث اعتبرت هذه الإدارة أن الصورة تخالف «الأعراف المجتمعية فيما يتعلق بالأشخاص والمنظمات الخطرة».
وفي الوقت نفسه، بدأت السلطات الأمريكية تلاحق الأكاديميين الصينيين العاملين في الجامعات الأمريكية بتهم تثير الضحك. وتجري هذه الملاحقات تحت اسم «المبادرة الصينية» من قبل وزارة العدل الأمريكية، وأثيرت مؤخراً 23 قضية ضد باحثين مشاركين في برامج التعاون مع الجامعات ومؤسسات البحث العلمية الصينية، وشملت باحثين أمريكيين وصينيين. حيث وصفت وسائل الإعلام هذه الحملة بأنها مكارثية جديدة تشبه الملاحقات التي حدثت في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي.
أصبحت راية النصر على الفاشية، وصور ضحايا الحرب، تخالف قوانين النشر، وبذلك ضربت لنا المؤسسات الرأسمالية الكبرى التي تدّعي حرية النشر والديمقراطية مثالاً آخر على دور الرقابة التي تفرضها المنظومة على الناس حول العالم.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1016