بصراحة ... لا تنتظروا مفاجأة بزيادة الأجور بأية لحظة!

بصراحة ... لا تنتظروا مفاجأة بزيادة الأجور بأية لحظة!

على ضوء الكلام والحديث الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى ضوء ما يعرضه النقابيون، في مداخلاتهم وأحاديثهم عن ضرورة تحسين الوضع المعيشي للعمال، ومن في حكمهم، وأن الوضع المعيشي للمذكورين لم يعد يُحتمل، وهم بحاجة إلى مساندة الحكومة لهم في تأمين متطلباتهم الضرورية، التي تجعل إمكانية استمرارهم على قيد الحياة ممكنة، واستناداً إلى الوضع العمالي المعيشي المزري الذي تحدث عنه النقابيون في مؤتمراتهم، بشرتنا القيادة النقابية بخبر مفاده: أن ننتظر زيادة الأجور في أية لحظة، ومؤخراً أعلنت الحكومة أنها بصدد دراسة أوضاع الأجور، وستجري مقاربة لها، وبعد ذلك يجري التفكير باحتمالية زيادة الأجور، وأضافت الحكومة بأن متممات الراتب لن يطرأ عليها تعديل ما عدا الحوافز الإنتاجية.

هذا الكلام الصريح والواضح من قبل الحكومة حول الأجور يناقض ما تحدثت عنه القيادة النقابية سابقاً حول الأجور، وأنها ستزاد في أية لحظة وما علينا سوى الانتظار والترقب، ويبدو أن الانتظار سيطول، ويبدو أن الكلام حول تحسن العلاقة التي يقال عنها تشاركية بين الحكومة والنقابات وهي كذلك ما عدا حقوق العمال ومصالحهم ستذهب أدراج الرياح مع التصريح الأخير للحكومة.
إن ما يذكره النقابيون في مداخلاتهم حول الوضع المعيشي، وما يأتي على لسان المنظمات الدولية بأن 60% من الشعب السوري على حافة الجوع، هي بمثابة إنذارات عالية الصوت، تشير إلى قضية سياسية واجتماعية شديدة الخطورة، وبمعنى آخر: إن سياسات الإفقار الممنهج التي اتبعت وما تزال تُتبع، تُؤسس مرة أخرى لإعادة إنتاج الأزمة بكل عناصرها السابقة، يُضاف إليها الجوع والحاجة بسبب غلاء الأسعار وارتفاعها المستمر، الذي لا يتوقف، والأسعار لها حكاية أخرى مع الحكومة، التي تشنّف آذاننا باستمرار، بأنها تتخذ ما يلزم من إجراءات تحد من ارتفاعها والتهاب حرارتها، ولكن واقع الحال يقول: برغم كل الزخم الإعلامي حول أن الحكومة تقوم بإجراءات، فإن الأسعار في كل يوم تحلق، ولن تستطيع الحكومة الإمساك بها وإعادتها إلى وضع يتناسب مع المداخيل الهزيلة التي يعتاش الفقراء عليها، وأوصلتهم إلى حافة الجوع، كما يقول الواقع المعاش، وليس التقارير والتصريحات فقط.
إن تطورات الوضع المعيشي عند أغلبية الشعب السوري لن تبقى دون ردّات فعلٍ، تُمكن الفقراء من الدفاع عن لقمتهم المستباحة بكل أشكال وألوان الاستباحة، فكيف ستكون المفاجأة عندها؟ سنعيش ونرى!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1014