منذ النصف الثاني للخمسينات وحتى انتهاء الحرب الباردة، كان جل اهتمام الدوائر الأيديولوجية والاستخباراتية الغربية منصباً على تسعير أوار الخلافات الثانوية بين القوى السياسية بمختلف تياراتها (الماركسية، القومية، الدينية) في البلدان النامية وتحويلها إلى خلافات رئيسية ـ صراعية حادة «أي حرب الكل ضد الكل». وقد نجحت ـ للأسف ـ تلك الدوائر في خلق حالة احتراب دائمة بين معظم التيارات السياسية داخل كل بلد وعلى النطاق الإقليمي، استفاد من تلك «الصراعات» أعداء الوطن من كل حدب وصوب، وبالمقابل فشلت جميع المشاريع السياسية التي رفع لواءها المتخاصمون.