اسكت يا لساني..
 دعاء دادو دعاء دادو

اسكت يا لساني..

من أسبوع تقريباً صرّح نائب محافظ دمشق عن سبب الازدحام الأخير على محطات البنزين بقوله: «لا توجد قلة في المادة الآن.. وإنما زادت المخصصات.. والمسألة لها علاقة بالحالة النفسية للناس، فبمجرد أن يرى المواطن أن هناك رتلاً من السيارات ينتابه شعور أن المادة ستنقطع، فيقف في الدور ليأخذ مخصصاته، وهكذا يزداد عدد المنتظرين، ويحدث الازدحام».

ومن هذا التصريح اللذيذ واللطيف وفائق الجمال والكلمات المضحكة المصفوفة أمام بعضها البعض، نكتشف بعد عشر سنوات من الحرب على سورية، وبعز الأزمات الاقتصادية والجوع والفقر والتشرد والنزوح وعدم الحصول على أي شي في البلد بدءاً من السلع الغذائية وانتهاءً بالخبز إلخ.. بيطلع معو لحضرة سيادة النائب، إنو ما عنّا أزمات أبداً وكلشي من أحسنو وأروعو، بس المشكلة للأسف طلعت فينا نحن...
إنو نحنا شعب طابوري..

ومن هنا يمكننا أن نشرح لكم ماذا تعني كلمة طابوري، مصطلح طابوري تعني أننا شعب نحب افتعال شغلات خاصة فينا فقمنا وخلقنا الطوابير.. يعني ما فينا إلّا ما نطوبر.. هي من الآخر...

ومن هون منكتشف يا أحبائي يا أعزائي، إنو هنن كان بودهن يعملوا متل ما بيعملو الأجانب، ويخلو عنا ببيوتنا خط للغاز وللتدفئة المركزية... ولك حتى الخبز يكون متوافر بكترة وبكل زمان ومكان... بس الشعب- الشعب هو يلي ما بدو يتدلل، وحابب يضل مأهرم متل ما أهرمونا عنجد.. وعم يموت ستمية موتة ليحصل على مستلزماتو.. شنو غير هيك على أساس ما بيرتاح.. هيك بنظرون هنن...

بيحب هالشعب يضل واقف ع الطوابير لحتى يتسلى مع هالناس، وهنن واقفين نهار كامل ليحصلوا ع مخصصاتون من جميع السلع «الغذائية- المحروقات والذي منو»..
شعب بيخاف تتفسد أخلاقو أو ينطرق عين لا سمح الله إذا تأمنلوا كلشي وع البارد المستريح كمان...
المهم، هاتوا خبروني في حال ما كان عنا متل هل الطوابير اللذيذة والجميلة.. شو بدنا نعمل نحن كمواطنين بيوم كامل يلي فيو هل الـ 24 ساعة؟؟؟
ع أساس نحن متوفر لنا مصاري كوشات كتار بيكفونا نعيش برفاهية مطلقة ع طول الشهر، وعنجد اخترنا نترك أعمالنا البسيطة يلي عم تقصلنا دهب أحمر ورمينا كلشي، وركضنا لنوقف ع الطوابير يلي مالها جنس الطعمة!!

أعزائي.. أحبائي.. خلاني
تحية طيبة وبعد... بيقولوا العقل زينة... وكمان بيقولوا الله كرم البني آدم بالعقل...
بالله من كل عقلوا لهل النائب محافظ دمشق بيطلع وبيقول: «المسألة إلها علاقة بالحالة النفسية للناس؟!»
إنو ع أساس من كتر ما مخليين نفسيتنا زي السُكر والعسل حابين نحن ننكد ع حالنا ونفتعل مصايب تنزل ع روسنا.. ولوووووو أيعقل؟!
متل ما قال هداك المواطن: «نفسيتي تعبانة... رايح عبي كم لتر بنزين حتى أشحن معنوياتي وأرفع طاقتي وزيد هرموناتي..».. والله هيك قال..
زبدة الكلام، بيقلك المتل «إن لم تستحِ فافعل ما شئت»..

وللأسف هاد يلي صاير مع المسؤولين ببلدنا... كل واحد فيون بيعمل مصيبة بالبلد وبيهري نعمة الشعب، وبيلعن فاطسو، وبالأخير بيطلع ع المنبر وبيقلك بما معناه «كلشي متوفر ومن أكترو والحق كلو ع الشعب والشعب هو اللي واللي واللي إلخ..»
يمكن الحق علينا عنجد إنو لهلق آعدين وما قمنا أو أخدنا حقنا... أحسن ما يحسبونا ساكتين ومبسوطين بهيك نوع من التصريحات الخزعبلية.. ولك وبلا طعمة.. من مبدأ عم نعمل لأجلكم...

أي أنتو ما عم تعملوا غير من أجل حالكون وحال جيبتكون... الله لا يديمها نعمة عليكون...
وإذا حابين تكفوا وتضلوا تعملوا لأجلكم... عملوا حساب هالمعترين شو ممكن يعملوا لأجلكم عنجد!؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
997