المواد التموينية كغيرها من الأزمات..
عبير حداد عبير حداد

المواد التموينية كغيرها من الأزمات..

طال الذكاء جميع المواد المدعومة، من مواد تموينية إلى الغاز المنزلي والمحروقات والخبز، وما بقي إلّا أن يطال الماء والكهرباء أيضاً، وميزة هذا الذكاء أنه خلق مشاكل مستعصية أكثر من قبل.

فالمواطنون اليوم بعد تطبيق آلية البطاقة الذكية على المواد التموينية خلال شهر شباط من العام 2020، يشتكون من تأخر الرسائل لوقت غير مقبول، وليس باليد حيلة سوى الانتظار والانتظار فقط.
فمثلاً، رسالة استلام الغاز المنزلي قد تطول لمدة الشهرين، والبنزين المدعوم كذلك الأمر يتجاوز المدة المحددة بأسبوع، أما المواد التموينية فهنا بيت القصيد، فقد بقيت أزمة المواد التموينية كغيرها من الأزمات المفتعلة بلا حلول جذرية توقف معاناة المواطن الدورية.
فكثير من المواطنين لم يستلموا بعد مخصصاتهم عن الأشهر الماضية، شباط وأذار ونيسان، والتي بدأ توزيعها منذ منتصف شهر شباط.

إجراءات بلا حلول

هذه المشكلة التي ليست بجديدة على المواطن المغلوب على أمره، وقد قررت المؤسسة السورية للتجارة تلافي هذه المشكلة بتمديد المدة المحددة لتوزيع المواد التموينية المدعومة والمقننة أيضاً حتى منتصف الشهر الجاري، بما فيها أيام العطل، تماماً كالمرة السابقة، مع الإشارة إلى توفر المواد المدعومة في صالات السورية للتجارة!
فما أسباب ذلك التأخير المتكرر إذاً؟
أكد مصدر مسؤول في السورية للتجارة: أن المواد المدعومة من سكر ورز متوفرة في الصالات، داعياً المواطنين عدم انتظار مادة الشاي، مؤكداً أن المواطنين لو ألغوا مادة الشاي خلال الفترة الماضية من طلباتهم وأعادوا الطلب بدونها لكانت وصلت الرسالة، لافتاّ أن سبب نقص مادة الشاي يعود لنقص التوريدات بسبب الحصار الجائر، بالإضافة إلى نقص مادة المازوت اللازمة للتوزيع على الصالات، ذلك على حدّ قوله، كما طلب من المواطنين التوجه للصالات الأضخم لضمان الحصول على المخصصات.
وفي تصريح آخر للسورية للتجارة، أكدت أنه خلال الفترة الممددة، المواد التموينية من سكر ورز وشاي متوفرة في جميع صالتها حتى منتصف الشهر الجاري.
أما الزيت النباتي حالياً، فهو خارج الخدمة، بعد أن تم قرنه بعملية الذكاء الممنهجة بتاريخ أذار 2020، ومع العلم لم يتم إدراجه ضمن قوائم الذكاء المعتمدة للتوزيع، واليوم ننتظر الفرج لإعادته ضمن قائمة المواد المدعومة، بعد وعود من معاون مدير المؤسسة السورية للتجارة بأنه ستصل إلى سورية كميات كبيرة من الزيت النباتي المتعاقد على توريدها خلال الفترة القادمة، واعداً توزيعها ربما خلال الدورة التي تلي القادمة. علماً أن مثل هذا الوعد سبق أن تكرر دون نتيجة، حيث لم يستلم المواطنون حتى تاريخه أية كمية من الزيت النباتي «المدعوم».

نقص بالعدة والعتاد وأشباه حلول

لا بد من الإشارة إلى السبب الجوهري لـتأخر الرسائل النصية، فالكميات المتوفرة والموزعة غير كافية، بالإضافة إلى أنه حتى الكميات المدعومة المخصصة لكل شخص في العائلة السورية حقيقةً لا تكفي بكافة الأحوال، والمواطن يضطر أن يلجأ إلى شراء المواد بشكلها الحر وبأسعارها المرتفعة، وذلك لحاجته التي تفوق ما خصص له، طبعاً إن حصل عليها مدعومة، كون عدد الصالات المخصصة في المحافظات لتوزيع المواد المقننة محدوداً ولا يُغطي الحاجة.
وفي تصريح لمعاون مدير المؤسسة السورية للتجارة، فإنه يوجد حل سحري يتلخص بخطة المؤسسة لتأمين المواد للمواطنين الذين قد لا تصلهم الرسالة خلال الأيام القادمة، وذلك عبر سيارات التدخل الجوالة التي ستتواجد بشكل يومي، وما على المواطن إلّا أن يتابع الصفحة الرسمية للسورية للتجارة لمعرفة مكان تواجد تلك السيارات!!
مثل هذه الحلول الارتجالية المكررة لا تفي بالغرض، بل هي هروب من استحقاقات وحقوق المواطنين، فنحن بحاجة إلى زيادة عدد الصالات في جميع المحافظات، وتدعيم التعاون بين المؤسسات الحكومية وشركة تكامل لتنظيم عملية إرسال الرسائل أكثر، والأهم: توفير الكميات الكافية من المواد المقننة بما يؤمّن ما تم التسجيل عليه من قبل المواطنين مع بدء عمليات الاكتتاب التي تتم عبر تطبيق «وين»، وغيرها من الحلول الجدية التي يجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار، بعيداً عن مصالح الفاسدين والحيتان والمستوردين الكبار المتنفذين على عملية استيراد المواد التموينية وغيرها، والتي تجعل المواطن رهينة مصالحهم، وإلّا فما فائدة الذكاء والأتمتة والتطبيقات الإلكترونية؟!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1016