شكوى بلسان حال طلاب منبج

شكوى بلسان حال طلاب منبج

لا تزال بعض المنظمات «الإنسانية» تعتبر نفسها ابنة الدولة المدللة التي يحق لها أن تسرح وتمرح بدون رقابة بحجة العنوان الإنساني، وهو ما جعل الباب مفتوحاً على مصراعيه لبعض أوجه الفساد من كل ما هو متاح لها وأمامها..

تقوم منظمة الهلال الأحمر السوري كل عام بنقل طلاب مدينة منبج أثناء تقديم امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية إلى محافظة حلب، ليتم استقبالهم في مدرسة شحود درويش في مساكن هنانو، وهي لا شك مهمة ذات طابع إنساني وطني هام، أوكلت لهذه المنظمة بشكل رسمي بما يحقق مصلحة الطلاب المفترضة أولاً وآخراً.

وقائع بعضها مرير!

بموجب حديث بعض الطلاب القدامى، لقد كانت الظروف والخدمات خلال السنوات السابقة بالمجمل أفضل بكثير من الوضع الحالي.
فهذا العام جرى توزيع الطلاب/ الطالبات على الصفوف /الغرف/ في المدرسة، بين ٥ إلى ١١ طالب/ طالبة بكالوريا في كل غرفة، وبين الـ ١٠ إلى ١٦ طالب/ طالبة تاسع، وقد تم تسليم كل طالب/ طالبة (فرشة إسفنجية+ حرام)، مع طرد لكل غرفة يحتوي على (طنجرتين و٥ صحون و٥ ملاعق و٥ كاسات ماء... إلخ) دون النظر إذا كان ما يحتويه هذا الطرد كافياً للعدد الموجود بالغرفة أم لا!
كما جرى توزيع وجبتي طعام يومياً، بالإضافة إلى غالون ماء بمقدار 2,5 لتر لكل طالب/ة، «وإذا لم تكفِ دبر راسك»!
وأما عن المواصلات إلى مراكز الامتحانات فقد تم الاتفاق مع سرافيس بحيث يدفع كل طالب/ة ٢٠٠٠ ليرة يومياً ذهاباً وإياباً للمدرسة، بغض النظر عن اختلاف المسافات، وقرب أو بعد مركز كل طالب، سواء قرر الطالب العودة مع السرفيس أو عاد بدونه، والخروج من المدرسة منذ الساعة السادسة لتجنب تأخر أحد منهم، نظراً لبعد مراكز العديد منهم عن مقر المدرسة القاطنين فيها.
وأما الرعاية الصحية فلا علاج للأمراض أياً كان نوعها، ولا وجود للإسعافات الأولية، ليس كما كان معمولاً به خلال العام الفائت، حيث أخبرنا أحد الطلاب القدامى أن الرعاية الصحية سابقاً كانت أفضل بكثير من الآن، حيث كانت تخصص سيارات للإسعافات الأولية والأدوية بشكل دائم، وليس مسكنات الألم فقط.

ظروف غير مساعدة

من كل ما سبق نشأت المعاناة الكبيرة التي وقعت على عائق الطلاب/ الطالبات الآتين من منبج.
فالاجتهاد- والنتائج المرجوة منه- غير متاح إلّا لمن رحم ربي وتمكن من تجاوز كل تلك الظروف، فلا وجود لظروف تساعد على الدراسة في غرف تملؤها الحركة والضجيج نتيجة الأعداد الموجودة، مع هذا الوضع من الخدمات المقدمة.
وربما كان الأحرى بالمنظمة «الإنسانية» أن تجد مقراً وسط البلد، ذا مساحة أكبر، أو توزيع الطلاب على مقرين، ليحصل الطالب أقلها على مساحة كافية وجو مناسب للدراسة، وعلى مواصلات بتسعيرة الـ ١٠٠ ليرة بدون زيادة صفر إليها، مع توفير أدوية تخص مرض كل طالب، لا مسكنات ألم عامة، ناهيك عن بقية الخدمات المساعدة الأخرى!

أسئلة تطرح نفسها

من المسؤول عن تراجع الخدمات بين العام الماضي والحالي، برغم الملاحظات عليها سابقاً، وعن سوء الوضع العام على مستوى توفير الأجواء المناسبة للطلاب/ الطالبات القادمين من منبج، الباحثين عن مستقبلهم وطموحهم المشروع باستكمال دراستهم؟!
وأين دور الجهات الإشرافية والرقابية بما يؤمن مصلحة الطلاب/ الطالبات؟!
فهل هي مسؤولية منظمة الهلال الأحمر منفردة، أم الجهات المسؤولة التي كلفتها بهذه المهمة؟!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1023