حراك روسي عسكري – صاروخي

حراك روسي عسكري – صاروخي


 

أبلغ أحد قادة القوات الجوية الروسية، الجنرال أناتولي جيخاريف، الصحفيين أن جميع طائرات سلاح الجو الروسي القادرة على حمل قنابل نووية من طراز «تو-160» و«تو-95 أم أس» وأيضاً قاذفات قنابل «تو-22»، ستخضع لعملية تطوير وتحديث في الأعوام القليلة المقبلة، لتظل في الخدمة حتى دخول طائرة جديدة الخدمة في عام 2025. وسيقوم مصنعو طائرات «توبوليف» بأعمال التصميم الهندسي للطائرة البعيدة المدى الجديدة، المطلوبة للقوات الجوية الروسية. ومن المنتظر أن يتم إعداد مشروعها في عام 2012.

وفي هذه الأثناء يستمر العمل في تصنيع طائرة تزويد بالوقود جديدة، بناء على طلب القوات الجوية الروسية.

وقال الجنرال جيخاريف إنه يراد للطائرة المستقبلية، أن تحل محل طائرة «إيل-78» التي تُستخدم لتزويد الطائرات العسكرية الروسية بالوقود في الجو الآن.

بموازاة ذلك، أكدت مصادر عسكرية روسية في قاعدة «سيفاستوبول» في شبه جزيرة القرم (البحر الأسود) ما كانت نشرته صحيفة «نيزافيسيماياكازيتا» الروسية ( الصحيفة المستقلة) لجهة نشر المزيد من القوات الروسية البرية والجوية في جمهورية أرمينيا المحاذية لتركيا، ومناطق أخرى من القفقاس. وقال الرائد سيرغي غورباتشوف، رئيس تحرير «صحيفة أسطول البحر الأسود» لـ«الحقيقة» إن هذه المعلومات «لم تعد سراً، وقد أخذ الحلف الأطلسي وتركيا، وبقية الدول المجاورة، علماً بها».

وأوضح غورباتشوف «إن التطور في الوضع الاستراتيجي المحيط بسورية وإيران دفع روسيا إلى زيادة حجم وحداتها العسكرية المرابطة في القفقاس وبحر قزوين والبحر الأسود والبحر المتوسط، كمّا ونوعاً».

ونشرت صحيفة «نيزافيسيمايا كازيتا» تقريراً، استناداً إلى مصادرها في الكرملين، كشفت فيه عن تلقي وزارة الدفاع الروسية معلومات تشير إلى «استعدادات إسرائيلية لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية بدعم من الولايات المتحدة»، وأن الرد الإيراني المتوقع على الهجوم «سيؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة وعواقب لا يمكن التنبؤ بها، الأمر الذي لا يمكن أن تقف روسيا حياله في وضع المتفرج أو في وضعية الانتظار».

وكشف غورباتشوف أن قائد القوات البرية الروسية، الجنرال نيقولا بوستنيكوف، زار العاصمة الأرمينية، يريفان، مؤخراً على رأس عدد من ضباط رئاسة الأركان الروسية حيث جرى بحث تطوير «القاعدة 102» (قاعدة غيومري) التي تبعد أقل من عشرة كيلومترات عن الحدود التركية وحوالي 450 كم فقط من مناطق شمال شرق سورية (الجزيرة)، وأقل من 750 كم عن مناطق شمال غرب سورية (حلب ولواء اسكندرونة المحتل).

كما شارك الوفد في مراقبة المناورات التي تشهدها أرمينيا لقوات الدفاع الجري في «رابطة الدول المستقلة» (روسيا وعدد من حلفائها من دول الاتحاد السوفييتي السابق).

وكانت روسيا وأرمينيا مددتا العمل باتفاقية «القاعدة102»، المبرمة في العام 1995، في آب من العام الماضي لخمسة وعشرين عاماً أخرى، بحيث أصبح مفعولها سارياً الآن حتى العام 2044.

وكانت صحيفة «نيزا فيسيمايا غازيتا» نقلت في تقريرها عن مصادر وزارة الدفاع الروسية قولها إن «القوات الروسية المرابطة في أرمينيا، وفي القواعد المرابطة في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، أخذت وضعاً قتالياً عالي التأهب اعتباراً من 1كانون الأول الجاري... كما أن أسطول البحر الأسود (في قاعد سيفاستوبول) وضع في حالة تأهب مع الأخذ بالاعتبار احتمال مشاركتها في التصدي للقوى التي قد تهاجم إيران».

وطالت الاستعدادات أيضاً القوات الروسية المرابطة قريباً من الحدود الأذربيجانية، وفي مقاطعة أستراخان و«محج قلعة»، حيث وضعت كتيبة الصواريخ المضادة للسفن «بال- إي» في حالة تأهب، كما جرى تجميع الوحدات الصاروخية في بحر قزوين تحت قيادة واحدة وتزويدها بسفن قيادة وصواريخ بعيدة يصل مداها إلى مئتي كيلومتر.

يشار إلى أن «إسرائيل» كانت أنشأت خلال السنوات الثلاث الأخيرة محطات تجسس و«منصات» إطلاق طائرات التجسس دون طيار في أذربيجان، الحليفة لتركيا، بهدف التنصت على الاتصالات الإيرانية والروسية والتجسس على الأنشطة الإيرانية المختلفة... كما أنها لعبت دوراً عسكرياً واستخبارياً في القمع الذي قامت به جورجيا ضد المقاطعات الناطقة بالروسية (أستونيا الجنوبية) في أراضيها والعدوان العسكري الذي شنته ضدها في العام 2008... الأمر الذي دفع الروس إلى التدخل العسكري المباشر واجتياح أراضي جورجيا، وصولاً إلى تأمين الحماية العسكرية لأستونيا والاعتراف باستقلالها السياسي.

يشار أيضاً إلى أن التحركات العسكرية الروسية والسورية لاقت أصداء واسعة في الصحاقة التركية والأذربيجانية، وحتى على لسان رجب طيب أردوغان الذي، وما إن تعافى من عمله الجراحي، حتى عاود إلى تسخين خطابه ضد النظام السوري ليطال هذه المرة، وللمرة الأولى، إيران وروسيا دون أن يسميهما... فقد أعلن «مجلس الشورى العسكري» التركي أن الجيش التركي وضع في جهوزية كاملة.

أما أردوغان فقد وسع هجومه على الرئيس الأسد، خلال مؤتمره الصحفي مع مصطفى عبد الجليل، ليطال «كل من يدعمه»، واصفاً من يدعم هذا النظام بأنه «شريك في الظلم(..) وكائناً من كان وأياً كانت الدولة التي تدعم النظام، فهي شريكة له»... وهو ما اعتبر إشارة مباشرة لإيران وروسيا.

• من الصحافة الروسية