لديك الأسلحة الأثقل والأعلى تكلفة لكنّك تخسر!.. واقع الغرب الجديد
ترجمة وإعداد مركز دراسات قاسيون ترجمة وإعداد مركز دراسات قاسيون

لديك الأسلحة الأثقل والأعلى تكلفة لكنّك تخسر!.. واقع الغرب الجديد

تقول الحكمة الغربية التقليدية «الجانب المسلح بالأسلحة الأغلى والأكثر تعقيداً، هو الجانب الذي سيفوز»، ومع ذلك فإنّ ما يحدث في أوكرانيا وفي فلسطين واليمن والعراق لا يؤيد هذه الحكمة بالضرورة. يواجه الغرب صاحب الأسلحة الأعلى ثمناً خصوماً لا يثمّنون هذه المقولة كثيراً، ويبدو أنّهم قادرون باستخدام الأسلحة الأرخص ثمناً والأقل تعقيداً على الوقوف في وجه الغرب وآلته العسكرية، بل وتكبيده الكثير من الهزائم في أكثر من موضع. كيف أصبح هذا المشهد هو الواقع اليوم؟

يشبّه مالكوم كايون في مقال في The NewStatsman، ما يحدث اليوم بما حدث في أوروبا في عام 1419، حين تمكّن فلاحو بوهيميا «ثورة الهوسيين» الأقل تسليحاً من الانتصار على النخب العسكرية من فرسان ألمانيا وجنوب أوروبا، المحترفين والمجهزين عسكرياً بشكل كبير، ويقول: «في مرحلة ما من العقود القليلة الماضية، أصبح فهمنا للعالم عتيقاً…أصبحت حاملات طائراتنا قديمة بشكل متزايد، وقد يكون عمر أسلحتنا ضعف أو حتى ثلاثة أضعاف عمر الجنود الذين يطلقون النار عليها، وقد تتساقط طائراتنا ببطء من السماء بسبب الصدأ وإجهاد المعدن… بينما تعاني «إسرائيل» بشكل متزايد ضد الجهات الفاعلة غير الحكومية القادرة على إلحاق أضرار حقيقية بها بجزء صغير من ميزانيتها الدفاعية، وبينما تنهمر الصواريخ والطائرات بدون طيار بشكل متزايد على القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، عين الأسد والتنف، يمكن للمرء أن يرى بداية ثورة هوسيين جديدة في الشرق الأوسط».
ليست المجموعات المسلحة غير الحكومية هي وحدها من تؤرّق الغربيين، فالحرب في أوكرانيا قد أثبتت أنّ الخصوم قادرون باستخدام أسلحة أخف وأقل تكلفة على تحقيق منجزات اضطرّت الغرب لاستنزاف مخزوناته من الذخيرة والأسلحة. كتب جون ديتش في The Foreign Policy: «كيف يمكن للبنتاغون تعبئة صناعة الدفاع الأمريكية للرد ليس فقط على صراع واحد أو صراعين، بل ربما ثلاثة حروب؟ … لا يزال المسؤولون يحاولون معرفة الرقم الصحيح لكل سلاح في مخطط LaPlante. ما يجعل التخطيط صعباً بشكل خاص هو المسارات التي اتخذتها كلّ حرب. لم يتوقّع أحدٌ أن تمتصّ الحرب في أوكرانيا آلاف القذائف المدفعية كل يوم، سنة بعد سنة. وقليلون هم الذين تصوروا أن الحرب التي تشنها [إسرائيل] ضد حماس في قطاع غزة قد تستنفد الذخائر الموجهة بدقة في غضون شهرين. لو كانت الولايات المتحدة في حرب مع الصين من أجل مضيق تايوان، فمن الممكن أن تنفد منها الذخائر الدقيقة بعيدة المدى في غضون أسبوع».

التكاليف الباهظة والاقتصادات الممزقة

تحاول مؤسسات الحكم الغربية أن تُظهر بأنّ المشكلة محصورة في جمع التمويل اللازم لإعادة إطلاق ترسانتها العسكرية المسلحة، ورغم أنّ هذا الأمر بحدّ ذاته ليس فقط يصعّب فرص الغرب في اللحاق بخصومه، ولكن أيضاً يضعه أمام واقع تراجعه الاقتصادي مقابل هؤلاء الخصوم. تكمن المشكلة الغربية أيضاً في أنّ عقلية التسليح في السنوات الماضية تعتمد على قطّاع متضخم يعاني من مشكلتين، قصوره عن التطوير الفعال للسلاح واتجاهه نحو التخطيط وإنتاج معدّات وأسلحة باهظة الثمن تساوي فاعلية الأسلحة الأرخص ثمناً من جهة، ومن جهة أخرى افتقاره إلى القدرات التصنيعية المتكاملة اللازمة. سنعود إلى مشكلة التكامل التصنيعي، ولكنّ النظر إلى ما نشرته The Foreign Policy بما يتعلّق بالمعدّات والأسلحة باهظة الثمن، يسهّل توضيح النقطة الأولى: «هناك مشكلة أكبر أيضاً إنّ تجميع القذائف والصواريخ شيء، وتجميع معدات متطورة مثل القاذفة الشبح B-21 Raider، التي تبلغ تكلفتها حوالي 750 مليون دولار للطائرة الواحدة. والحديث عن خط إنتاج هو شيءٌ آخر تماماً. يتطلّب مثل هذا الشيء ربط الإنتاج في ثلاث ولايات أمريكية. إن بناء الطائرة معقد للغاية لدرجة أن المسؤولين الأمريكيين قارنوها بعملية بناء نظام الطرق السريعة بين الولايات التي استمرت أربعة عقود تقريباً».
كتب هولي مكّاي في the cipher brief مقالاً أضاء فيه على فاعلية وقدرة الأسلحة الخفيفة رخيصة الثمن لدى حماس: «على الرغم من أنها لا تضاهي القوات [الإسرائيلية] المتطورة والمدربة تدريباً عالياً، إلا أن كفاءة حماس في ساحة المعركة لا تكمن في براعة الأسلحة أو دقتها، بل في فاعليتها. إنّها القدرة على إنتاج وشراء مخزون من الصواريخ بدائية الصنع ومدافع الهاون والمتفجرات والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات والصواريخ المضادة للطائرات التي تُطلق على الكتف بتكلفة زهيدة. هنا لدينا نوعٌ من التركيز على الكمية، وليس الجودة…في الفئة الأولى، لدى حماس فائض من الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة بفضل جهودها اللوجستية، وبالطبع إيران… فيما يتعلق بالأسلحة متوسطة المدى، يقال إن حماس تمتلك صواريخ تعتمد على تصميمات روسية وإيرانية يمكنها الوصول لمسافة 25 ميلًا - حتى تل أبيب، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من مقذوفات غراد الروسية ذات مسار يبلغ اثني عشر ميلاً».
يضيف مكّاي: «السبب الحقيقي للقلق بالنسبة للجيش [الإسرائيلي] هو حصول حماس على صواريخ مضادة للدبابات. الغريب أنّ حماس عرضت في الماضي بعض صواريخ بولساي الكورية الشمالية المضادة للدبابات. لكننا نعلم أن لديهم أيضاً صواريخ كورنيت روسية الصنع، المنتشرة في كل مكان في المنطقة. إنّ توفّر الصواريخ المضادة للدبابات في غزة والمدن المجاورة في القطاع يشكل إحباطاً حقيقياً للقوات البريّة الإسرائيلية».

الطائرات دون طيّار: كسر احتكار الغرب

في سياق متصل نشرت MIT technology review مقالاً بحثياً مطولاً عن كسر الطائرات بدون طيار لاحتكار الأمريكيين للأسلحة المتطورة في المجال الجوي؛ حيث سلطت الضوء على الطائرات بدون طيار عموماً، وعلى المثال الأشهر إعلامياً اليوم طائرات بيرقدار التركية.
بدأت تركيا بتصنيع هذه الطائرات في الأساس بهدف كسر الاحتكار الغربي للتكنولوجيا بعد رفض الولايات المتحدة بيعها طائراتها باهظة الثمن، وهو ما نجحت به تركيا، الدولة التي تصبح عاصية للغرب أكثر فأكثر «قبل أن تقوم بايكار التركيّة بتطوير TB2، أراد الجيش التركي شراء طائرات بدون طيار من طراز Predator وReaper من الولايات المتحدة. تلك هي الطائرات الموجهة عن بعد والتي حددت معالم حروب الولايات المتحدة الطويلة في أفغانستان والعراق. لكن صادرات الطائرات بدون طيار من الولايات المتحدة يحكمها نظام مراقبة تكنولوجيا الصواريخ، وهي معاهدة يوافق أعضاؤها على تقييد الوصول إلى أنواع معينة من الأسلحة… من المثير للدهشة الاعتقاد بأن الطائرات بدون طيار التركية، إذا صدقنا الروايات في إثيوبيا، قد أحدثت الفارق بين سقوط نظام في دولة إفريقية أو بقائه على قيد الحياة. يقول روجرز، البروفسور في المعهد الدنماركي للدراسات المتقدمة: لقد وصلنا إلى النقطة التي تقرر فيها هذه الطائرات بدون طيار مصير الأمم».
الروس بدورهم، وخاصة أثناء العملية العسكرية في أوكرانيا، تمكنوا من إنتاج طائرات بدون طيار شديدة الفاعلية، وبتكاليف أقلّ من الأسلحة الغربية. نشرت وكالة تاس مقالاً في شباط 2023 جاء فيه: «لقد أثبتت طائرات الاستطلاع بدون طيار ذات الإنتاج الضخم والتي تعمل في الخدمة مع الجيش الروسي نفسها بشكل جيد - أولاً وقبل كل شيء، هناك Orlan-10، التي تُستخدم ليس فقط للاستطلاع، ولكن أيضاً للكشف عن تجمعات الجيش الأوكراني والمرتزقة الأجانب عن طريق إشارات الهاتف الخليوي. وبحسب مصادر مختلفة، فإن طائرات الاستطلاع بدون طيار من طراز «أورلان-30»، و»Aileron»، و»Tachyon» يتم استخدامها في مهمات متنوعة. أشارت وزارة الدفاع الروسية إلى استخدام طائرة بدون طيار متوسطة الهجوم من طراز «Forpost-RU»، لتحقيق إصابات في رادارات النظام الصاروخي الأوكراني المضاد للطائرات… وفقًا لدينيس فيدوتينوف، الخبير في مجال الطيران بدون طيار، فإن قيادة القوات المسلحة للاتحاد الروسي غيرت موقفها تجاه الطائرات بدون طيار الانتحارية «الكاميكازي» في ضوء مزاياها، وبدأت في استخدامها بشكل أكثر نشاطاً. يمكننا القول بحدوث ما يمكن اعتباره نقطة تحوّل في موقف الجيش تجاه موضوع الأسلحة».

1156-4

القدرات التصنيعية الهشّة

يعاني الغرب من مشكلة هشاشة بنيته التصنيعية في جميع المجالات، ومن بينها التصنيع العسكري. فبغضّ النظر عن الظروف التي أدّت إلى هذا الواقع اليوم، فهو واقع يصعب تجاهله عند النظر إلى عدم قدرة الغربيين وعلى رأسهم الأمريكيون على ترميم مخزونهم من الأسلحة والذخائر، بعد أن استنزفتهم الحرب في أوكرانيا، والحرب في غزة. يقول كلّ من فاسيلي كاشين وأندري سوشينتسوف في Global Affairs عن هذا الأمر «لقد أثبت الصراع الأوكراني مرة أخرى حكمة كلمات فريدريك إنجلز التي جاء فيها: [أصبحت الحرب فرعاً من الصناعة الكبرى]. لكن يبدو أن الغرب قد نسي هذه الحقيقة البديهية، فحوّل تصنيعه إلى بلدان ذات عمالة أرخص. وهذا بدوره أدى إلى مفارقة عندما لم يتمكن تحالف مكوّن من 50 دولة تزود أوكرانيا بإمدادات عسكرية من مجاراة روسيا من حيث توفير قذائف المدفعية للجبهة … تماماً كما كان الحال في العصور السابقة، ولكن مع إيلاء الاعتبار الواجب للتقدم التكنولوجي، فإنّ النجاح في الحرب يحتاج إلى القدرة ليس فقط على صنع المزيد من الأسلحة والمعدات الباهظة عالية التقنية، ولكن أيضاً على تصنيع المنتجات التي تقع في المنتصف أو حتى في أدنى سلسلة مستويات التطور التكنولوجي. يمكن أن يشمل ذلك الشاحنات وذخائر المدفعية غير الموجهة ورصاص البنادق والزي العسكري والعتاد».
في الحقيقة، يعترف الأمريكيون أنفسهم بهذه المشكلة، والبعض يحاول التخفيف من حدتها، بينما آخرون يقرون بأنّها تغيّر مسار الحروب القادمة. كتب سيث جونز من مركز أبحاث CSIS: «في صراع إقليمي كبير - مثل الحرب مع الصين في مضيق تايوان - من المرجح أن يتجاوز استخدام الولايات المتحدة للذخائر ما هو موجود في المخزون الحالي لدى وزارة الدفاع الأمريكية. ووفقاً لنتائج سلسلة من محاكاة المناورات الحربية التي أجراها المركز، فمن المرجح أن تنفد بعض الذخائر لدى الولايات المتحدة، مثل الذخائر بعيدة المدى ودقيقة التوجيه بشكل سريع. سيحدث هذا في أقل من أسبوع واحد في حالة صراع مضيق تايوان».
يستمرّ جونز محاولاً شرح السبب: «تفتقر القاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية أيضاً إلى القدرة الكافية لخوض حرب كبرى. من شأن أوجه القصور هذه أن تجعل من الصعب على الولايات المتحدة مواصلة صراع طويل الأمد. هذه المشكلات مثيرة للقلق بشكل خاص لأن معدل حصول الصين على أنظمة ومعدات الأسلحة المتطورة أسرع بخمس إلى ست مرات من الولايات المتحدة، وفقاً لبعض تقديرات الحكومة الأمريكية. إنّ التحديات التي تواجه القاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية ليست جديدة. ومع ذلك، هناك على الأقل ثلاثة تطورات أضافت إلحاحاً جديداً لحلّ التحديات المتعلقة بالقاعدة الصناعية وردع العدوان الصيني المحتمل: 1. إنّ الحرب في أوكرانيا تذكرنا بشكل صارخ بأن أي صراع طويل اليوم من المرجح أن يكون حرباً صناعية، وتتطلّب الحروب الصناعية صناعة دفاعية قادرة على تصنيع ما يكفي من الذخائر وأنظمة الأسلحة والعتاد لاستبدال المخزونات المستنفدة. 2. كشفت الحرب في أوكرانيا عن أوجه قصور خطيرة في القاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية الحالية، ومن شأن ذلك أن يؤثر سلباً على القتال والردع في منطقة المحيطين الهندي والهادئ».
يصل أدريان وولدريدج إلى استنتاج شبيه في مقاله في Bloomberg: «لقد افترض الغرب منذ فترة طويلة أنه يتمتع بميزة تكنولوجية كبيرة على أي منافس عسكري محتمل. ولكن إلى أي مدى؟ إن الجيش الصيني لا يتحدى الغرب فيما يتعلق بالأسلحة التقليدية والنووية فحسب، بل إن البحرية الصينية أصبحت الآن الأكبر في العالم، وقد تصل ترسانتها النووية إلى ألف رأس حربي بحلول عام 2030، وفقاً لوزارة الدفاع الأمريكية. إنّها تتقدم إلى الأمام في مجال التكنولوجيا الفائقة. لقد تفوقت الصين على الغرب في مجال الصواريخ فرط الصوتية - تلك القادرة على السفر بسرعة خمسة أضعاف سرعة الصوت والتهرب من الدفاعات الجوية. كما أنها رائدة في مجال الليزر والروبوتات الفضائية والمناطيد على ارتفاعات عالية».
ربّما كشفت الحرب في أوكرانيا للجماهير مدى هشاشة القدرات العسكرية الغربية، لكنّ الغرب كان يعلم بها حتّى قبل بدء النزاع في أوكرانيا، والمشكلة الوحيدة هي أنّ الأمر لم يسر كما يرغبون. كتب هال براندز في Bloomberg مقالاً في 2022 عن استنزاف أوكرانيا لمخزونات السلاح الغربي «لم يخطط الرئيس بايدن أبداً لحرب كهذه. كان الافتراض هو أن روسيا سوف تغزو بسرعة جزءاً كبيراً من البلاد، وبالتالي فإنّ الولايات المتحدة ستدعم التمرد الأوكراني المتصاعد ومنخفض الحدة. وبدلاً من ذلك، أدّت الأحداث في أوكرانيا إلى معركة تقليدية مستمرة وعالية الحدة، مع استهلاك هائل للذخائر واستنزاف مكثف للأصول العسكرية الرئيسية… يقول مسؤولو البنتاغون إن كييف تنفق كل يوم شحنات من الذخائر المضادة للدبابات مخصصة لأسبوع. كما أنها تعاني من نقص في الطائرات الصالحة للاستخدام، حيث إن الضربات الجوية الروسية والخسائر القتالية لها أثرها».
نحن اليوم شهودٌ على نوعٍ جديد من الانتصارات العسكرية باستخدام أسلحة أرخص ثمناً يمكن للدول والمجموعات التي تقف في وجه الغربيين تحمّل تكلفتها. لكي نفهم مدى الثورة التي يعد بها التفوق النسبي للأسلحة الرخيصة، لنفكّر في تكلفة إسقاط قنبلة من طائرة مقاتلة. تبلغ تكلفة المقاتلة الشبح F-35 حوالي 90 مليون دولار، ويمكن أن يكلّف تدريب الطيار على قيادة الطائرة 10 ملايين دولار، بالإضافة إلى تكاليف الاستدامة حوالي 10 ملايين دولار لكل عام تكون فيه الطائرة في الخدمة. هناك أيضاً الأسلحة، وكذلك القواعد الجوية أو حاملات الطائرات المطلوبة لاستخدام هذه الطائرات. على النقيض من ذلك، يبلغ سعر المسيّرة الانتحارية إيرانية الصنع شاهد-136 حوالي 20 ألف دولار. كسلاح، فهو لا يخلو من القيود «الرأس الحربي 50 كيلوغراماً مثالاً)، ولكن من حيث التكلفة الخالصة، فهو يتمتع بميزة كبيرة. يمكن للقوات أن تحصل مقابل تكلفة تدريب طيار على طراز F-35 على 500 مسيّرة انتحارية إيرانية، تتطلب قدراً أقلّ بكثير من البنية التحتية الأساسية أو الأفراد المدربين لتشغيلها...

معلومات إضافية

العدد رقم:
1156