عرض العناصر حسب علامة : المسرح

«اجتماع عائليّ» لإليوت: لعبة التبادل بين الضحية والجلاد

للوهلة الأولى هي مسرحية عائلية على النمط الانكليزي العريق، حتى وإن كان كاتبها اميركي الاصل. ولكن منذ البداية تبدو على هذه المسرحية أمارات التعقيد، بحيث إن المتفرج عليها، او قارئ نصها، يحتاج الى مقدار كبير من التركيز حتى يتمكن من لمّ شتاتها وإدراك الدوافع الحقيقية المركبة لكل فعل وعبارة فيها.

«رجل الخبز الحافي» مسرحية تحيي ذكرى محمد شكري

عقد مضى على رحيل الكاتب المغربي محمد شكري الذي استمدّ من صميم حياته البائسة وطفولته المشردّة روايات أحدثت تغييراً جذرياً في الرواية المغربية وساهمت في انفتاحها على قضايا خفية وغير مطروقة سابقاً. الفقر، الجوع، الجهل، الجنس، الذكورة، العمل المبكر... موضوعات كثيرة طرحها صاحب «الخبز الحافي» في أعمال روائية لامست الكثير من القرّاء حول العالم لشدّة ارتباطها بتناقضات الحياة اليومية المعيشة.

مسرح الدمى في سورية.. عرائس الطفل في أزمة أيضاً!

لا ينكر أحد التاريخ العريق لمسرح الدمى، وما ساهم به هذا النوع من المسرح في تشكيل وعي الطفل السوري على مدى أكثر من نصف قرن؛ إذ يعود تأسيس أول فرقة لمسرح العرائس في سورية إلى النصف الثاني من عام 1960 حين استقدمت مديرية الفنون في وزارة الثقافة ثلاثة من الخبراء اليوغسلاف بفن العرائس؛ وأجرت مسابقة لانتقاء لاعبي دمى تقدم إليها عدد من الشباب الهواة؛ تم اختيار الأفضل منهم لتكون النواة الأولى لمسرح عرائس دمشق في حي المهاجرين بإدارة الفنان الراحل عبد اللطيف فتحي، الأسماء التي اشتغلت في هذا النوع من المسرح كانت أسماء كبيرة بحق، ومنهم يوسف دهني؛ محمد عدنان اليغشي؛ محمود المعلم ؛تيريز أشقر؛ ياسين بقوش؛ أحمد جيجكلي، نادرة ملص؛ انتصار شما؛ توفيق العشا؛ علي القاسم؛ فاطمة الزين؛ يوسف حرب؛ حيث قدم هؤلاء عدداً كبيراً من المسرحيات المبنية على النصوص المحلية والمقتبسة بالاعتماد على أساليب جديدة ومتنوعة في تقنيات المسرح؛ منها عرائس القفاز والعصي والأقنعة والخيوط والدمى الكبيرة والمسرح الأسود الذي يعتمد على الأشعة فوق البنفسجية إضافة للمسرح الإيمائي.

فاضل العزاوي: ما من جيل يتكرر

صوت شعريّ له حضوره المميز على خارطة الثقافة العراقية، يسعى في تجربته منذ الستينيات إلى كتابة نص مختلف. نجح مع أقرانه في خلق فضاءات جديدة للقصيدة العربية الحديثة، فانتقل الشعر عبرهم إلى مساحة أرحب، مكمّلًا بذلك ما بدأه جيل الروّاد في العراق: بدر شاكر السيّاب، ونازك الملائكة، وعبد الوهاب البياتي، وبلند الحيدري. يؤمن أنّ الحريّة جوهر كل شعر يُكتب في زمننا، ليس فقط على اعتبار الحريّة مادة القصيدة، وإنّما شكلها ولغتها كنقيض للعبودية المفروضة على العقل والمخيلة والتي تنجم عن تواطؤ الواقع مع الوهم. لم تتوقف تجربة فاضل العزاوي في النص الشعريّ فحسب، بل كتب الرواية والنقد، وترجم أعمالًا من اللغتين: الإنكليزية والألمانية.

«حصار نومانسيا» لتسربانتس: لا ينتصر الديكتاتور إلا على جثث الشعب!

يحدث في أحيان كثيرة أن يشتهر عمل كبير لكاتب ما، الى درجة أنه يغطي على ما يكون هذا الكاتب قد وضعه من كتب أو أعمال أخرى، ما ينسي الناس أن هذا الكاتب لم يمض حياته كلها مشتغلاً فقط على ذلك العمل. ويمكن ذكر حالات عدة في هذا المجال، ولكن من دون أن نغض الطرف عن واقع أن هناك حقاً، مؤلفين، لم يصدروا في حياتهم، أو يصدر لهم بعد موتهم، سوى عمل واحد وحيد. لكن هؤلاء قلة ويكادون يعدّون على أصابع اليد الواحدة. أما القاعدة فهي أن مؤلف الكتاب الكبير، أو مخرج الفيلم الفريد من نوعه، أنتج أعمالاً أخرى وأعمالاً مهمة، لكن عملاً واحداً فقط من أعماله تمكن من التفوق، ليس على أعماله هو وحدها، بل على أعمال الألوف من المبدعين الآخرين فوقف فريداً شامخاً ملقياً ظلّه الكثيف على كل ما عداه.

إشكالية الحلم الأميركي في «مصرع بائع متجول»

ربما تكون «مصرع بائع متجول» من اهم المسرحيات التي انتجت في المسرح الاميركي حتى الان, وباتت تعتبر الى جانب مسرحيه جين اونيل (رحلة طويلة في الليل!) ومسرحية تينيس وليمز (قطة على سطح صفيح ساخن!) من اهم الاعمال الدرامية الأميركية عبر العصور.

«بلاتونوف» لتشيكوف: حين تخون مرة ستبقى خائناً إلى الأبد

عندما كتب انطون تشيكوف مسرحيته المكتملة الأولى «بلاتونوف» كان لا يزال دون العشرين من عمره. يومها رفضت هذه المسرحية على الفور ولم تقدم مسرحيّاً. بل ان تشيكوف أيضاً لم ينشرها في طبعة طوال حياته، لذا لم تنشر للمرة الأولى إلا في العام 1923. ولنضف الى هذا ان عدم اهتمام تشيكوف بمسرحيته الأولى هذه جعله غير حريص على مخطوطتها، لذلك تمزق غلافها، وضاع الى الأبد عنوانها الحقيقي، الى درجة ان الاسم الذي عرفت به طوال القرن العشرين، وهو «بلاتونوف» انما كان اسماً اصطلاحياً، واكبه دائماً اسم مفترض آخر هو «فضيحة ريفية».

«حالات» جبر علوان جداريات تشتعل ألواناً ومشاعر

بين الحلم واليقظة يبدو الليل أكثر حياة إن لم نقل إنه كل الحياة المشرقة بالألوان في أعمال الفنان التشكيلي العراقي جبر علوان الذي يقيم معرضاً استعادياً لنتاجه في عنوان «حالات» في مركز بيروت للمعارض (سوليدير - البيال) يستمر حتى 23 شباط (فبراير) المقبل، متضمناً مختارات من لوحاته الموقعة ما بين 1984 - 2013، تجسد في غالبيتها محطات من موضوعاته الأثيرة التي تدور حول تيمات: الوحدة والمقهى والموسيقى والرقص.

الأرجنتيني أنطونيو سيغي.. كوميديا الشارع

المعرض الثالث الذي نراه للفنان الأرجنتيني أنطونيو سيغي في بيروت، في غاليري "جانين ربيز" (حتى 8 شباط المقبل)، لكن هذه المرة أضاف إلى لوحات الأكريليك، التي عودنا رؤيتها، خمس منحوتات فولاذية مسطحة، ومقطوعة بخطوطية تجعلنا نقول إنه يرسم شخوصه بالفولاذ بدلاً من المادة اللونية، وإن استخدم اللون على بعض سطوحها. وإذا كانت المرة الأولى التي يعرض فيها منحوتاته في بيروت، فهو نحات أساساً نحات إلى جانب كونه رساماً، وقد درس الفنين معاً في اسبانيا وفرنسا، وعرضهما معاً في عدد كبير من معارضه الفردية.

محمد بن قطاف مسرحي الهوية الجزائرية الملتبسة

لا منابع ثقافية واضحة عند المسرحي الجزائري محمد بن قطاف الذي رحل قبل أيام عن عمر يناهز الخامسة والسبعين. كثرت المنابع حتى اضطر المسرحي إلى البحث عن خطاب نوعي، موجه إلى نفسه وإلى الآخرين في آن. أقام الإستعمار في الجزائر، على مدى قرون، ولا يزال متخفياً في هلام الغاز وكثافة النفط ودلع الكبريت، أمم الإستعمار أهل البلاد في واحدة من المفارقات الضخمة. لكنّ إحدى النتائج المدوية على هذا الصعيد هي ازداوجية اللغة التي حركت أشكال التعبير، كما حركت المشاعر. وجد بعضهم في هذا الأمر غنى، في حين وجد بعضهم الآخر في ذلك مرضاً، أو غدراً مورس على الجزائريين.