فيتنام جديدة تجتاح الجامعات الأمريكية!

فيتنام جديدة تجتاح الجامعات الأمريكية!

طلاب أمريكيون ينتفضون ضد الإبادة الجماعية للفلسطينيين في جامعة كولومبيا، جامعة نيويورك، معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT، تافتس، إيمرسون... بيركلي، شيكاغو، تشابل هيل... وفي كل مكان...

بقلم مايكل ألبرت

23 نيسان 2024

ترجمة قاسيون

كنت في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، في الدفعة التي تخرجت عام 1969، لذلك؛ عام 1968 كنت في السنة الدراسية الأخيرة. نحن الآن في عام 2024 ولسنا في أواخر الستينيات، ولكن التمرد من أجل التغيير يلوح في الأفق مرة أخرى.

أعتقد أن الأمر بدأ يتسارع؛ أستطيع أن أشعر بذلك، وأراهن أنكم تستطيعون أن تشعروا بذلك أيضاً. وربما، كما نأمل، لن يتوقف هذا التسارع في أي وقت قريب، بل سيتعزز بدلاً من ذلك. وربما، كما نأمل، ستسعى الحركة الجديدة إلى ما هو أكثر من مجرد إجراء تغييرات فورية، وربما، وأعتقد أنني أشعر بهذا أيضاً، ستكون الحركة أكثر ذكاءً مما كنا عليه في ذلك الوقت، في عام 1968.

كانت أحداث التمرد التي شهدتها جامعة كولومبيا الأسبوع الماضي سبباً في تحفيز تمرد الطلاب وتمرد آخرين من خارج النطاق الطلابي في أوساط الجامعات وبشكلٍ متسارع، بما في ذلك جامعتي التي أكرهها شخصياً، معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. [ملاحظة، أنا لست حيادياً بشأن حركة التمرد في الحرم الجامعي، أو بشأن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا؛ فالأولى (حركة التمرد) تدعم التغيير الشامل، مراراً وتكراراً. بالمقابل، فهذا الأخير [المعهد] هو مثال حي لأعمال النخبة الفاسدة على المستوى الأكاديمي.

عندما كنت رئيساً للهيئة الطلابية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أثناء التمرد المتنامي والمتزايد بشكل مطرد [أيام حرب فيتنام]، كان من بين الألقاب التي استخدمتها لوصف معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، هو أنه «داخاو الذي على نهر تشارلز» بسبب أبحاثه الحربية. [المترجم: داخاو هو اسم واحد من أوائل معسكرات الاعتقال النازية، وشهد جرائم فظيعة وموثقة. ونهر تشارلز هو نهر في الولايات المتحدة تقع جامعة MIT على ضفافه].

ولكن أود أن أعترف بالفرق الرئيسي [بين داخاو وMIT]، وهو أن ضحايا معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لم يكونوا محليين، مثل ضحايا داخاو - لا، ضحايا معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في ذلك الوقت كانوا عالماً ممزقاً إلى نصفين في فيتنام التي تعاني من القصف الأمريكي الشامل. وفيما يتعلق بداخاو، لم يكن ضحايا معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا معلقين مثل المصابيح الكهربائية المحترقة في ممرات معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ولا يستلقون لاهثين مثل الأسماك خارج الماء، أو بسبب الغاز في مختبرات معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

الآن، وبعد مرور 56 عاماً، لا يزال ضحايا معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الحاليين بعيدين جداً؛ في غزة. ويعانون من القصف «الإسرائيلي» الشامل (ولكن بالقنابل الأمريكية). لن يتم نفي الطلاب المتمردين بالقوة من فصول معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ومن مساكن الطلبة، ومن الملاعب، ومن العيادات - ليس بعد، على أي حال.

وجهة نظري هي أنّ التاريخ يتكرر أحياناً، وأحياناً باختلافات مثيرة للسخرية، وأحياناً باختلافات صحيّة.