د. جميل: منع التدخل الخارجي ليس لإنقاذ نظام ما.. بل للحفاظ على سورية ووحدتها أرضاً وشعباً ليبقى هناك موضوع للتغيير القادم

د. جميل: منع التدخل الخارجي ليس لإنقاذ نظام ما.. بل للحفاظ على سورية ووحدتها أرضاً وشعباً ليبقى هناك موضوع للتغيير القادم

ألقى د. قدري جميل أمين حزب الإرادة الشعبية، عضو رئاسة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير ونائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية كلمة في افتتاح فعاليات المؤتمر الثاني للجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، تنشر قاسيون نصها فيما يلي:

السيدات والسادة الحضور..
بعد سنتين من المؤتمر الأول نجتمع في مؤتمرنا الثاني, مؤتمر لقوى أساسية في المعارضة الوطنية السورية.
اليوم وغداً عندما ستجري دراسة هذه المرحلة، فأنا متأكد أنه سيقال إن هناك عاملين أثرا على مجرى  ومسار الأزمة السورية, وأخرجاها من السياق العام الذي سارت فيه كل الأزمات السابقة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي من الأزمة اليوغسلافية, للأفغانية, للعراقية والليبية.
العامل الأول هو الصحوة الروسية والصينية, وقدرتها على اتخاذ موقف حاسم في السياسة الدولية وقولهما كفى للهيمنة الأمريكية! ولقد رأينا كم كانت هذه «الكفى» هامة ومؤثرة لأنها كانت عاملاً أساسياً في الانعطاف الذي نراه اليوم  بأم أعيننا. ونحن نعيش لحظة هامة ليس في القرن 21 فحسب، وإنما في التاريخ العالمي, ربما ستمتد كي نرى انهياراً في المكان للمنظومة الإمبريالية التي كانت تخرج من كل أزماتها عبر الحروب والتوسع. اليوم، وُجد من يردعها ويوقفها عند حدودها, ليس من أجل سورية فقط, وإنما من أجل الحفاظ أيضا على السلم والأمن العالميين, ومن أجل الحفاظ على مصالح تلك الدول التي تقف في وجه الهيمنة الأمريكية. هذا العامل الأول أعتقد لا نقاش حوله، فالأزمة السورية في الأسابيع الأخيرة أكدت ذلك وسط دهشة الكثيرين الذين فتحوا أفواههم دهشة لما يرونه، لأننا لم نتعود على تراجع وذل  للأمريكيين كهذا.
العامل الثاني، ونتكلم موضوعياً دون تواضع كاذب. كانت المعارضة في الأزمات الليبية, اليوغسلافية, الأفغانية والعراقية تقاس بدرجة استدعائها للتدخل الخارجي، وهو نمط جديد من المعارضة في التاريخ.
الأزمة السورية أخرجت هذا الأمر عن سياقه وأبرزت معارضة وطنية تختلف عن معارضات السنوات العشرين الماضية, وأعتقد أنها أثرت جداً على  المعادلة والرسمة التي كان قد وضعها الغرب من أجل تنفيذ أهدافه في سورية. لن نقول إن المعارضة الوطنية مسيطرة على الشارع وقوية, هذا سيتكلم عنه التاريخ في المستقبل, لكن في المعادلات هنالك عنصر يدخل، غير محسوب، ويغير كل شروط المعادلة، وهذا حصل في سورية. لذلك عندما سيجري الكلام عن المعارضة الوطنية في سورية سيقال إنها لعبت دوراً تاريخياً في وقف  التدخل الخارجي دون أن تتخلى عن أهدافها في تغيير النظام تغييراً جذرياً سلمياً ديمقراطياً تدريجياً, اقتصادياً اجتماعياً وسياسياً.
كسر البيضة السورية من الداخل
كانوا دائماً يحاولون وضعنا أمام أحد  خيارين, إما مع النظام أو مع الأمريكيين, ولكن نحن ضد الاثنين، بمعنى ضد التدخل الخارجي، لأنه يلغي حقنا في تقرير مصيرنا, فسورية كالبيضة وتحتاج لكسر قشرتها, ولايمكن أن تكسر من الخارج فسوف «تؤكل» من العدو الخارجي, ولكن إذا حافظنا عليها، فسوف تكسر من الداخل ليخرج مولود جديد, هذا المولود الجديد هو سورية الجديدة المتجددة الذي نعمل على ولادته بشكل سليم حتى نتمكن من السير للأمام. من هنا أهمية منع التدخل الخارجي ليس من أجل إنقاذ نظام ما, بل من أجل الحفاظ على سورية ووحدتها أرضا وشعبا ليبقى هناك موضوع لتغييرنا القادم. شاهدنا التجارب السابقة والبلاد التي تعرضت للتدخل الخارجي كيف أنها دخلت في المزيد من التعقيد ولم تدخل بعد العملية الديمقراطية, ذهبوا إلى محاصصات وإشكالات ومصادمات، وهذا يجب أن نمنعه، ولذلك استغل الفرصة كي أشكر الأصدقاء الروس, الإيرانيين, الصينيين الذين لعبوا دوراً هاماً في الحفاظ على سورية، وأنا أصبحت متأكداً أننا اقتربنا من تلك النقطة التي تصبح عندها عملية الحفاظ على سورية بلا رجعة، ومن هنا تكمن أهمية المعارضة الوطنية. ونحن مصرون على موقعنا في المعارضة ونرفض الذهاب إلى جنيف ضمن وفد النظام, نحن متفقون معه على 10% من برنامجنا وسوف ينزل من سقفنا إذا ذهبنا معه ونحن نريد أن نذهب كمعارضة لنطرح برنامجنا كاملاً. لذلك نريد الذهاب لوحدنا إلى جنيف، وهذه النقطة الأولى.
لم نكرر أخطاء غيرنا
النقطة الثانية: أي تجمع أو كتلة أو تنظيم يريد تقييم ودرس مافعله خلال الفترة الماضية, نحن أخطأنا ولكن أخطاءً جديدة، وسوف نخطىء أخطاءً جديدة في المستقبل, المهم أننا لم نخطىء أخطاءً قديمة أخطأها غيرنا قبلنا, وحققنا إنجازات..
الإنجاز الأول: مؤتمرنا الأول في شهر تشرين الثاني 2011 أعلن ضمن برنامجه وفي مقدمة أهدافه تشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة. اليوم العالم بأكمله يتكلم بهذه الحكومة، بغض النظرعن التسمية، ائتلافية أو انتقالية أو موسعة, المهم أصبح هناك إجماع أن هذه الحكومة هي الأداة للوصول الى المخرج الآمن، وهي ليست نهاية المطاف, هي مرحلة انتقالية بالفعل للوصول إلى تلك اللحظة التي يستطيع السوريون فيها تقرير مصيرهم ونظامهم بأنفسهم دون تدخل خارجي ودون إملاء أو وصاية من أحد في الداخل بانتخابات نزيهة وشفافة دون تزوير, هذا شيء ضروري وأعتقد أننا ذاهبون في هذا الاتجاه, وإنه لشيء يثلج الصدر أن نرى الهدف الأساسي من أهدافنا يتحقق خلال سنتين. أن يتحقق هدف تنظيم سياسي خلال سنتين ليس إنجازاً بسيطاً بل يحمل دلالات هامة، ومن هنا أهمية مؤتمرنا اليوم كي يصوغ أهدافاً جديدة أمامنا.
النقطة الثانية التي أكد عليها المؤتمر السابق هي توقعه أن عصرنا هو عصر الانتصار. الجيل السابق كان يعتبر نفسه جيل المهزومين، ولكن من الاّن فصاعدا يجب أن نعتبر أنفسنا منتصرين ونحن محكومون بالإنتصار ولاحل اّخر، والظرف الموضوعي يسير بهذا الاتجاه. بدأ عصر انتصارات الحركة الثورية والتحريرية والديمقراطية بعد مرحلة تراجع استمرت عقوداً. والبعض حتى الاّن مع الأسف لايصدق ولايزال يتعامل مع الموضوع بعقلية المهزوم ولكن مع مرحلة الانتصارات تصبح هذه مشكلة. لذلك نحن في حالة صعود، وهذا الصعود سوف يستمر، وأكبر دليل على ذلك مارأيناه بأم أعيينا خلال الأسابيع الماضية: قضيتان هما تراجع الأمريكيين عن ضرب سورية، وأوباما لن يقبض معاشه في آخر الشهر، بما يعنيه ذلك من أزمة اقتصادية أمريكية متفاقمة..!
مطلب 90% من السوريين..
النقطة الثالثة: لامنا البعض عندما قلنا باكراً منذ عام أنه لا مناص من تحالف السوريين الحقيقيين أينما وجدوا, موالاة أو معارضة،  مسلحين أو غير مسلحين، ولامخرج إلا بالتحالف ضد الغزاة الأجانب ومن بحكمهم للحفاظ على سورية، أرضاً وشعباً، وأنه يجب أن يتحاورا لأن الحوار والمصالحة يجريان بين المختلفين وليس المتوافقين, لأننا لو بقينا على هذه الحال فإننا نسير لتنفيذ مخطط كسينجر وهو إحراق سورية من الداخل. لذلك وبغض النظر عن موقع السوريين من تعقيدات الأزمة فيجب أن يتحالفوا ضد «الشبيحة والدبيحة» ولا يوجد حل اّخر, وهذا المطلب هو مطلب 90% من الشعب السوري, ونحن لا نقول إننا نمثل هذه النسبة، ولكننا نعرف نبض الشارع، ومايقوله الناس في بيوتهم وجلساتهم وأمسياتهم، ولانخترع شيئاً جديداً، إنما نعبر ونصوغ أحاسيس ورغبات ومصالح المجتمع السوري. وقد آنت هذه اللحظة التاريخية، فالجميع يتكلم حول هذه النقطة إن كان على المستوي الدولي، وكذلك بعض المسؤولين السياسيين في الحكومة السورية يتكلمون أحياناً عن إمكانية الحوار مع المسلحين، وهذا شيء جيد ويثبت صحة وجهة نظرنا, نحن لسنا أنبياء ولكننا تنبأنا بها، لأننا كنا نرى الطريق المسدود الذي يسير إليه الجميع، وأن الحسم العسكري مستحيل، ولا مخرج إلا ما قلناه، والحياة تفرضه اليوم.
رابعا: قلنا الحل هو حل سياسي ولكن دون شروط، لأنها تعني استسلاماً كاملاً- دون قيد أو شرط- من طرف لطرف اّخر, وقد قلت للجميع من المعارضة إن مطلب التنحي هو طلب استسلام بلا قيد أو شرط من النظام, وهذا ما لا يسمح ميزان القوى به، فمن يطالب بالتنحي وهو ليس في «القصر الجمهوري» أو بجواره لا يحق له ذلك, واعتقاده بقدرته على ذلك تدل على اعتماده على وزن ما من الخارج، وهو يطالب بالتالي بالتدخل الخارجي.
نحن نرفض التغيير من الخارج، وعند حدوث التغيير يجب أن يحدث من الداخل كي لايتم كسر قشرة البيضة من الخارج وقتل الجنين, و«جنيف» له ثلاثة أهداف، وإن اختصارها بهدف بعينه هو تبسيط وابتذال, «جنيف» هو أولاً منع التدخل الخارجي بكل أشكاله، تمويلاً وتسليحاً ومقاتلين, ثانياً البدء بتخفيض مستوى العنف، وثالثاً بدء العملية السياسية التي هي الحوار والحل السياسي والمصالحة الوطنية.
قتال النهار وغنائم الليل
«جنيف» وبغض النظر عن المكان الجغرافي الذي يمكن أن يعقد به، هو  قدر لاراد له، والسوريون ذاهبون له «شاء من شاء وأبى من أبى»، بغض النظر عن الرغبات، لأنها لم تعد مسألة رغبات ولايوجد أحد قادر على منعه, وهو هام لأنه أداة إيقاف التدخل الخارجي، والذي لايريد جنيف فهو لايريد وقف التدخل الخارجي ولا إيقاف العنف والحل السياسي، وهم أثرياء الأزمة والمستفيدون منها، وهم موجودون في الطرفين وهذا ليس سراً, بعضهم يتقاتل في النهار ويتقاسم الغنائم في الليل.
خامساً: أكدنا أن الأزمة الإقتصادية التي تنعكس واقعاً معيشياً وتموينياً وارتفاعاً في الأسعار، واّخرها سعر البنزين، سببها الأزمة السياسية والحصار وتقطع الطرقات, لذلك لا حل اقتصادياً للأزمة الاقتصادية، ويكذب من يقول إن هذا ممكن دون حل سياسي يؤمن فتح الطرقات وضخ النفط ووصول المواد والمنتجات إلى مكانها وإيقاف الحصار الخارجي, كل ذلك كفيل بإزالة 75% من أسباب الأزمة.
عند إعلان أوباما عن إيقاف «الضربة»، وعندما كثر الحديث عن «جنيف» هبط سعر الدولار, وهذا لايعني أنه لا يوجد عوامل اقتصادية داخلية، ولكن العامل السياسي هو عامل هام, والذي أستطيع قوله هو إنه بسبب ضرب أدوات التدخل السلبي في السوق, استطاعت الدولة أن تمنع وصول الدولار بظل أزمة الضربة إلى 340 ليرة كالسابق بل وصل وقتها إلى 215 ليرة واستمر نزوله، ونعمل على استمرارنزوله, وهناك أشخاص ليس لهم مصلحة في نزول الدولار لأنهم جنوا ثروات من ارتفاعه, بينما الشعب البسيط له مصلحة بانخفاض الدولار لأنه يخفض أسعار المواد, وهناك بعض المنظرين يعتبر أن هبوط الدولار يضر, وهو بالفعل يضر من اشترى الدولار بسعر عال ولكنه لا يضر المواطن الذي يبلغ متوسط دخله حوالي 20 ألف ليرة.
المشاركة بالحكومة قرارات حزبية لا جبهوية
للحقيقة والتاريخ يجب أن تعلموا أن الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير ليس لها علاقة بمشاركة قدري جميل وعلي حيدر في الحكومة، وإنما هذه القرارات هي قرارات حزبيهما, ولم يرد حزاباهما أن تحمل الجبهة تبعات هذه المخاطرة، وأرادت أن تحملها هي فقط لاغير، وهي ليست مغامرة بل مخاطرة.
نحن دخلنا الحكومة لإطلاق العملية السياسية وتحقيق المصالحة الوطنية، والبعض من باب سوء النية أراد أن يحملنا مسؤولية الوضع الإقتصادي ظلماً وعدواناً، ولكننا قبلنا التحدي لأننا نعلم أنه لايمكن أخيراً خداع الشعب السوري، ولن يمر ذلك.. والأيام سوف تكشف سلوكنا، وماذا فعلنا وماذا كان دورنا .
دخلنا باسم أحزابنا من أجل إطلاق العملية السياسية، وبرنامج الحكومة كان عنوانه المصالحة الوطنية، ولايوجد برنامج إقتصادي بل هنالك إجراءات ومعالجات سريعة, فماذا حققنا!
صدر برنامج الحكومة للحل السياسي بعد 7 أشهر من دخولنا الحكومة, وذلك كاف، حيث تحقق الهدف الرئيسي من دخولنا الحكومة, وبالنسبة للخروج من الحكومة فسوف ندرس الموضوع، ولكن «جنيف» أصبح قريباً جداً، وبه ستقوم حكومة وحدة وطنية. دخلنا لمكان به مخاطرة وألغام ونحن مستعدون لتحمل تبعات ذلك, ولكن أعتقد أن أصدقاءنا في العالم يرون الأمل بانفراج الأزمة السورية بوجود قوى معارضة وطنية لديها برنامج وحل سياسي محدد للخروج من هذا الإشكال.
لم نحترق بالحكومة كما أراد البعض
لايوجد عمل سياسي فيه ضمانة 100%، ومن يريد العمل على هذا الأساس فلن يعمل. العمل السياسي فيه دائماً نسبة مخاطرة. الثوريون الشجعان هم الذين يسيرون بطريق المخاطرة بالحدود الدنيا، وهذا مافعلناه, أي أن الأمر يتطلب الشجاعة السياسية وقبول التحدي، والبعض كان يريدنا أن نحترق بهذه الحكومة، ولكننا لم نحترق كحزبين، وسجلنا نقطة هامة للتاريخ.
سورية، «إسبانيا 1936» والفاشية الجديدة
سريعاً سوف أذكر ثلاث نقاط:
تطل برأسها اليوم في بلادنا فاشية جديدة, لن أتكلم عن الإسلام المتطرف بأساليبه من قطع رؤوس وأكل قلوب وأكباد, هي أساليب فاشية حتماً، ولكن بالبحث النظري المعمق ممكن أن نصل الى استنتاج أن القوى التي تعمل على أساس برامج من هذا النوع مرتبطة بالرأس مال المالي العالمي الإجرامي «القاعدة وأخواتها»، وهي تشكل شيئاً يشبه ظاهرة الفاشية في ثلاثينيات القرن الماضي. الفاشية في الثلاثينيات قسمت العالم الرأسمالي، والفاشية الجديدة يجب أن تقسم العالم الرأسمالي اليوم، وهذا مانرى بوادره في هذه اللحظات.
من هنا أقول أن أوباما بالرغم من كل المشاكل التي قام بها يجب أن نحييه على تراجعه، ونقول له إذا أراد أن يصبح مثل «روزفلت» فيجب أن يكمل باتجاه التحالف مع القوى المعادية للفاشية الجديدة، كما تحالف روزفلت مع ستالين ضد هتلر. ولدى أوباما فرصة تاريخية لأن يكون جريئاً ويتحالف مع القوى الشريفة في الشرق ضد الفاشية الجديدة وهكذا نمنع حدوث صدام عالمي كبير. أنا أقول إن سورية اليوم هي «إسبانيا 1936» وحينها عندما انتصرت الفاشية، قامت الحرب العالمية الثانية. بسورية إذا لم تنتصر الفاشية الجديدة فسوف نمنع حرباً عالمية جديدة. هذا هو الخيار، وهذه هي المراهنة في ظروفنا اليوم.
ضرورة محاسبة الأجهزة الأمنية
سيقف «جنيف»، ومن بعده حكومة الوحدة الوطنية عند قضية كبيرة هي قضية المعتقلين, والمختطفين وأجهزة الأمن والحواجز, هذا الملف أصبح ملفاً مؤلماً لايجوز استمراره بأية حال من الأحوال، وهو يوتر المجتمع السوري ويبعد الحل السياسي. الجبهة الشعبية تأخذ على عاتقها أن تلعب دوراً أساسياً في حل هذا الملف. نحن لا نتكلم أن يتم العفو عمن ارتكبوا جرائم بحق الشعب, أنا أتكلم عن معتقلين عاديين لم يفعلوا شيئاً يبقون لأشهر وسنوات، وهذا أصبح أمراً غير مقبول, وأجهزة الأمن التي تلعب دوراً سلبياً في هذا الاتجاه يجب أن تحاسب من الحكومة صاحبة الحق في الإشراف والمراقبة, هذا الأمر سيحدث بهذا الشكل وليس له طريق اّخر.
نقول هذا الكلام علناً، من هنا، حتى يسمع الجميع, نحن نعمل هكذا وسنذهب إلى «جنيف» لتثبيت هذا الموضوع بهذا الشكل، ولن نقبل بأقل من ذلك, ونحن ببرنامجنا بالنسخة الأولى موجود نقطة حول إعادة هيكلة أجهزة الأمن وهذا يحتاج لعمل.
رأيي حول عنوان البرنامج الجديد أنه لدينا معركة كبيرة، فالأمريكيون قادمون للمعركة بالمعنى السياسي. وفي المعركة الديمقراطية السياسية، الأمريكيون يريدون ديمقراطية تحاصصية طائفية ليفعلوا بنا مافعلوا بالعراق, ونحن نريد ديمقراطية سياسية وطنية, وهما برنامجان مختلفان جذرياً، ممكن أن يتواجها ويتصارعا، ولكن سلمياً، وأنا متأكد أن الانتصار سيكون لمصلحة البرنامج الوطني.
لا امتيازات لأحد
بعد الانتهاء من عملية الانتقال السياسي والديمقراطية السياسية الوطنية, سيكون برنامجنا السياسي نحو سورية الجديدة المتجددة. اقتصادياً، لا امتيازات لأحد. اجتماعياً، ستكون عدالة اجتماعية عميقة، فمن غير المقبول عقلانياً وأخلاقياً  بظروف اليوم أن يجني البعض مليارات شهرياً والبعض لا يكسب لقمة العيش, الفساد في الأزمة ارتفعت مستوياته مع الأسف .
أما سياسياً، فنريد ديمقراطية للشعب وليس لقوى المال، والذي يمتلك المال يأخذ حقوقه كما كل الناس, أي نريد الكرامة للوطن, والسلطة للشعب والثروة للجميع، وشكراً.