عن وحدة وتفاعل وتناسب البنية الفوقية والتحتية وإفلاس العقل المهيمن (3)
في المادتين السابقتين حاولنا أن نعيد إجمال إحداثيات عامة للأزمة والتناقض ما بين البنية الفوقية والتحتية والتي تؤدي إلى تنافر حاد بينهما يعكس حجم التناقض الموضوعي في البنية التحتية (أي التناقض بين التطور والحفاظ على قوى الإنتاج من جهة، وبين علاقات الإنتاج التدميرية لهذه القوى من جهة أخرى) والتي تعجز عن أن تلعب البنية دور المموّه أو المحافظ عليه، بعد أن كانت في العقود الماضية تلعب دور المستوعب له من خلال السردية والممارسة الليبرالية وما تحمله من نمط حياة فرداني. وفي هذه المادة سنحاول توسيع فكرة مرت سابقاً حول ما يمكن أن تمدّنا به أزمة العلم، التي هي شكل مكثف ومبكر من أزمة البنية الفوقية والتي صارت اليوم أزمة عامة للوعي بشكل عام، وتحدد تمظهر إفلاس العقل المهيمن في آن.