الكيان الصهيوني: انكماش اقتصادي وهجرة معاكسة
رافع أحمد رافع أحمد

الكيان الصهيوني: انكماش اقتصادي وهجرة معاكسة

تضرر ويتضرر اقتصاد الكيان الصهيوني بشكل كبير ومستمر منذ هجمات 7 أكتوبر، وصولاً إلى حربه وإجرامه اليومي على قطاع غزة، وسط توقعات سلبية بشأن التعافي تخرج من داخل الكيان نفسه.

يرى كبير الاقتصاديين في وزارة المالية الصهيوني شموئيل أبرامسون، أن تأثيرات الحرب على الاقتصاد تتجاوز أي حادث أمني شهده الكيان. وقد بينت الأرقام الأخيرة الصادرة عن وزارة المالية ارتفاع نسبة العجز في الميزانية الاقتصادية وانخفاضاً بالنمو، حيث سجلت نسبة عجز 6.6% وانكماشاً مرجحاً للنمو بنسبة 1.5%
وأظهرت الأرقام كذلك وجود 18.5 مليار دولار عجزاً في موازنة 2023، وتراجع عائدات الضرائب في العام نفسه بنسبة 8.4%، ويتعرض قطاع البناء لأكبر ضرر، خاصة مع حظر العمال الفلسطينيين من العمل داخل الأراضي المحتلة من قبل الكيان، ليتعرض قطاع البناء لخسائر أسبوعية تقدر بـ 644 مليون دولار، ونقص 140 ألف عامل، كما أوضحت الأرقام تراجع قيمة دخل «الإسرائيليين» منذ 7 أكتوبر بنسبة 20%.
ويشهد الكيان تراجعاً بالمستثمرين الأجانب، وخاصة ما يسمى بمؤشر «المستثمرين الملائكة» الذي يتعلق بجاذبية الشركات التكنولوجية الجديدة الناشئة وإنمائها.
نقلت صحيفة «كاتاليست» الصهيونية المختصة بشؤون الاقتصاد عن أبرامسون قوله: إن الحرب سوف تؤدي لتغيرات في نظام الاقتصاد الصهيوني على المدى القصير في عام 2024 وعلى المدى الطويل كذلك، وكان قد صرح أن هذه «الحرب لا تشبه أي شيء شاهدناه في العشرين عاماً الماضية من حيث التأثيرات»، مشيراً إلى أن نسبة الإنفاق على ميزانية الدفاع سترتفع من 4.6% إلى 6% بما يمثل ضرراً بنسبة 1.4% على الناتج المحلي.
وكانت وزارة المالية قد قدرت في وقت سابق، أن كلفة الحرب تبلغ مليار شيكل باليوم الواحد، ما يعادل 267 مليون دولار.
وفضلاً عن ذلك، إثر الحرب والتخوفات الأمنية من جهة والتداعيات الاقتصادية من جهة أخرى، بات يُخيّم مزاج قلق على المستوطنين الصهاينة، ويفضلون الخروج من الكيان على البقاء فيه، ليشهد الكيان نزيفاً من الهجرة المعاكسة تجاوز حتى الآن أكثر من مليون مهاجر يهودي من الداخل نحو الخارج، ويستمر النزف، وتبين المؤشرات واستطلاعات الرأي عدم رغبة المهاجرين بالعودة إلى الكيان حتى وإن انتهت الحرب، ومن جملة هؤلاء فئة اليهود «الحريديم» الأكثر تديناً في المجتمع «الإسرائيلي» الذين يحاول أغلبهم تجنب الالتحاق بالخدمة العسكرية، ويفضلون الهجرة نحو الخارج، وفقاً لتصريحٍ من كبير الحاخامات إسحاق يوسف، لدرجة دفعت زعيم المعارضة «يائير لابيد» ليصرح، أن الجيش يحتاج تجنيد اليهود المتدينين «الحريديم» بشكل خاص، ومهدداً إياهم ليقول في العاشر من الشهر الجاري: «نحن جميعاً نحمل العبء نفسه ومن لم يتجندوا لن يحصلوا على أموال من الدولة. وإذا تم تجنيد 66 ألف شاب من الحريديم فإن الجيش سيحصل على 105 كتائب جديدة ضرورية لأمن «إسرائيل» [...] الحريديم الذين هم في سن مناسبة للتجنيد هم بالضبط ما يفتقر إليه الجيش «الإسرائيلي» حالياً ويجب علينا تجنيدهم».

معلومات إضافية

العدد رقم:
1167
آخر تعديل على الجمعة, 26 نيسان/أبريل 2024 22:51