تركيا ومصر: صفحة جديدة بين البلدين
حمزة طحان حمزة طحان

تركيا ومصر: صفحة جديدة بين البلدين

بعد 12 عاماً من بدء التوترات والخلافات الحادة والعميقة بين تركيا ومصر، زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العاصمة القاهرة في الـ 14 من الشهر الجاري للقاء نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، في زيارة تفتح الباب أمام تحسين العلاقات بين البلدين بشكلٍ جدّي وتطوي صفحة المواقف المتشنجة.

أوضحت الرئاسة المصرية في بيان لها أن الزيارة تهدف لإجراء «مباحثات موسعة لدفع الجهود المشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والتباحث بشأن العديد من الملفات والتحديات الإقليمية، خاصة وقف إطلاق النار في غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع».
وفي المقابل أعلنت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية قبيل الزيارة أن المحادثات «ستركز على الخطوات الممكن اتخاذها في إطار تطوير العلاقات بين تركيا ومصر وتنشيط آليات التعاون الثنائي رفيعة المستوى» مشيرةً إلى أن الزيارة تتضمن أيضاً تبادلاً لوجهات النظر حول القضايا العالمية والإقليمية الراهنة.
وبعد اللقاء قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: «أرحب بفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان والوفد المرافق له في أول زيارة له إلى مصر منذ أكثر من 10 سنوات لنفتح معاً صفحة جديدة بين بلدينا بما يثري علاقاتنا الثنائية ويضعها على مسارها الصحيح [...] كما شهدت العلاقات التجارية والاستثمارية نمواً مطِّرداً خلال تلك الفترة؛ فمصر حالياً الشريك التجاري الأول لتركيا في إفريقيا كما أن تركيا تعد من أهم مقاصد الصادرات المصرية، وقد أثبتت التجربة الجدوى الكبيرة للعمل المشترك بين قطاعات الأعمال بالبلدين وبالتالي سنسعى معاً إلى رفع التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القليلة القادمة وتعزيز الاستثمارات المشتركة وفتح مجالات جديدة للتعاون [...] أود أيضاً أن أشير إلى اهتمامنا بتعزيز التنسيق المشترك والاستفادة من موقع الدولتين كمركزي ثقل في المنطقة بما يسهم في تحقيق السلم وتثبيت الاستقرار [...] لقد توافقت والرئيس أردوغان خلال المباحثات على ضرورة وقف إطلاق النار في القطاع بشكل فوري وتحقيق التهدئة بالضفة الغربية [...] كما أكدنا ضرورة تعزيز التشاور بين البلدين حول الملف الليبي بما يساعد على عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية وتوحيد المؤسسة العسكرية بالبلاد».
ليحدد السيسي بتصريحاته تلك المواضيع المعلنة التي تم نقاشها والاتفاق عليها خلال لقائه مع أردوغان.
ووقع الطرفان اتفاقية استراتيجية بين البلدين حول إعادة تشكيل اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى والعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.
وبنهاية الزيارة قال أردوغان خلال عودته «وجهت دعوة للرئيس المصري لزيارة تركيا، سيقوم بذلك خلال الفترة القادمة، ما بين نيسان وأيار المقبلين [...] نحن لا نتقاسم مع مصر التاريخ فقط، بل تربطنا الجغرافيا والبحر المتوسط أيضاً. أهمية البحر المتوسط تزداد في المعادلة العالمية يوماً بعد يوم، نعتزم زيادة تعاوننا مع مصر لضمان وقف المذبحة في غزة، وتحقيق حل دائم ومستدام للقضية الفلسطينية».

لا شك أن خلافات عديدة تواجهها العلاقات المصرية-التركية وربما يكون أبرزها ملف جماعة الإخوان المسلمين، ويبدو أن أنقرة قدّمت تنازلات ملموسة في هذا الخصوص مهدت بلا شك للتطورات الأخيرة، إذ ضيّقت السلطات التركية على بعض عناصر الجماعة وقييدت أنشطتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، هذا بالإضافة إلى سحب الجنسية من 5 أعضاء في الجماعة مصريي الأصل، كان أبرزهم محمود حسين، مرشد الجماعة والمقيم في إسطنبول منذ 2014، ونقلت مصادر مختلفة أن القيادات الاخوانية تدرس حالياً خيارات للإقامة خارج تركيا، ما يمكن أن يزيد من حالة الفوضى التي يعيشها التنظيم تلك التي أنتجت خلافات بين «جبهة لندن» و«جبهة إسطنبول».

معلومات إضافية

العدد رقم:
1163
آخر تعديل على الأحد, 25 شباط/فبراير 2024 23:16