الانتقال من شعار الإصلاح إلى شعار التغيير بين الجهل السياسي والانتهازية المحترفة

الانتقال من شعار الإصلاح إلى شعار التغيير بين الجهل السياسي والانتهازية المحترفة

تعرضت انتفاضة تموز الشبابية الشعبية إلى الإهانة علي يد الجهلة في بديهيات الكفاح من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية من جهة،الذين دخلوا على خط الإنتفاضة الشعبية بشعارات سطحية لا تمت للواقع السياسي المازوم بصلة.  والفضائيات التي تدعي تأييد الإنتفاضة من الجهة الاخرى. التي روجت الى وهم تبديل رئاسة الوزراء من المالكي إلى العبادي ،إذ أطلقت عليه صفة التغيير.

كما قام الانتهازيون المحترفون الذين يجيدون فن الافتتات على هامش الاحداث بدورهم على أحسن حال، للحصول على مكاسب حزبية وشخصية ضيقة، تلتف حولهم شلة من أنصاف المثقفين الذين خدموا بالامس تحت إمرة المقبور عدي وروجوا بعد سقوط النظام البعثي على يد اسياده الأمريكان في 9 نيسان 2003 للإحتلال الأمريكي باعتباره تحريرا ثم تغييرا !!
ولم يتخلف المندسون من النظامين المقبور أو الفاسد التابع المأزوم عن عملية التخريب هذه،إذ أندس أتباعهم في صفوف المنتفضين.
ناهيكم عن خدعة ولعبة الإصلاحات التخديرية والترقيعية التي مارسها العبادي.
من جهتها قوى اليسار العراقي ، وإن انغمرت في الإنتفاضة، خصوصا، وأنها كادت تكون القوى السياسية الوحيدة، التي آمنت وعولت على انفجار غضب الشعب العراقي بوجه النظام الفاسد التابع، إلا إن اداؤها لم يرتق إلى مستوى المعركة لأسباب متنوعة، لعل من ابرزها أزمة ضعف القيادة التي تعاني منها.
لكل تلك الأسباب وغيرها أخذت الجماهير تنسحب من ساحات الإنتفاضة، بعد أن فقدت الأمل بإمكانية انتزاع مكتسبات ملموسة.
غير أن أسباب إنفجار الإنتفاضة، وبنية النظام الفاسد المأزومة والمولدة للأزمات، وخضوع الطبقة الحاكمة الفاسدة لشروط الغازي الامريكي وبنكه الدولي، ستفجر موجات احتجاج متصاعدة، وستلد قادتها من رحم المعاناة والمعركة، وقد ولدت نواتها القيادية  فعلا.
عندها سيتحقق النصر لا محالة، المتمثل في إسقاط النظام الفاسد برمته وإقامة الدولة الوطنية الديمقراطية ضمانة الإستقلال والسيادة الوطنية، القادرة على تحقيق العدالة الإجتماعية في عراق قوي مزدهر.