ما هو الرد المطلوب على التفجيرات؟

ما هو الرد المطلوب على التفجيرات؟

شهدت الأيام الثلاث الاخيرة تفجيرات إرهابية، في القامشلي وطرطوس، وجبلة، ذهب ضحيتها مئات الضحايا المدنيين بين شهداء وجرحى.

تحمل هذه الأعمال الإرهابية، العديد من الدلالات، والمعاني السياسية، من حيث توقيتها، والأماكن التي استهدفتها، حيث تسعى القوى التي تقف خلفها إلى تحقيق العديد من الأهداف:

- تأتي في إطار محاولات رفع منسوب التوتر، وخلط الأوراق، وإشاعة الإحباط واليأس، و التشويش على تقدم وتثبيت الجهود الدولية، بالذهاب نحو الحل السياسي في اجتماع فيينا الأخير.

- توظيف هذه التفجيرات في استمرار المحاولات العبثية، بتعميق الفوالق الدينية والطائفية، أو لاستدراج كل الأطراف إلى التصعيد على هذا الأساس، واستمرار دوامة الدم السوري، وتعقيد الأزمة السورية أكثر فأكثر، والاشتغال عليها لاحقاً.

- تعكس يأس القوى الفاشية، وعجزها عن تحقيق أهدافها على الأرض بعد الخسائر التي منيت بها في العديد من مناطق البلاد، وبعد الرسالة الواضحة التي حملتها تصريحات وزير الدفاع الروسي، وتحديد يوم الخامس والعشرين من شهر أيار لاستئناف الضربات الجوية الروسية، ضد قوى الإرهاب.

إن الرد على هذا التصعيد الإرهابي الجبان، لا يكون من خلال البكائيات، والخطاب الإعلامي التوصيفي، وصب اللعنات اللفظية على قوى الإرهاب ومشغليهم، فهذه القوى تجد في أجواء هذا النوع من الحروب، البيئة المناسبة لممارساتها البربرية، وتنفيذ أجنداتها، بل إن الرد الواقعي الحقيقي المطلوب و«الثأر» لدماء السوريين، يكون من خلال استئناف مفاوضات جنيف، والإسراع في الحل السياسي، وفتح الأبواب على عملية التغيير، الأمر الذي يوفر البيئة المناسبة لتوحيد بنادق كل السوريين ضد هذا الإرهاب الفاشي، واستئصاله من جذوره. وعليه فإن كل من يؤخر الحل السياسي بين السوريين، ويحاول عرقلته، أو الالتفاف عليه، أياً كان اصطفافه، سواء كان في الداخل أو في الخارج، سواء كان من قوى محلية أو إقليمية أو دولية، يعتبر شريكاً في قتل السوريين، وتركهم فريسة بيد قوى الإرهاب الفاشي.

آخر تعديل على الإثنين, 23 أيار 2016 20:19