مستقبل العلاقات الجورجية الروسية

يبدو أن رياح التغيير ستصيب كل بقاع العالم لكن تجليات هذا التغيير ستختلف من بلد لآخر وذلك تبعاً لدور القوى المتصارعة في كل بلد. إن التغيير في محيط روسيا يعتبر مؤشراً هاما على درجة التغير في الميزان الدولي الجديدة والذي تبدو فيه روسيا صاعدة .

 لكن التغيير في جورجيا على مايبدو لم يحمل تغيراً جدياً في هذا السياق وذلك بسبب طبيعة هيمنة الولايات المتحدة على هذه البقعة أوالتي يصنفها البعض ب»إسرائيل» أوروبا بعد أن كانت يوماً من الأيام جزءاً من الإتحاد السوفييتي.
لكن على مايبدو فإن الروس سيقبلون بأي تغير حالي لربما يفتح لمقدمات أهم على الأقل على صعيد تحسين العلاقات الثنائية في محيطها، وفي هذا السياق أعربت وزارة الخارجية الروسية عن أملها في أن تتيح الإنتخابات البرلمانية في جورجيا بدء تغير في العلاقات مع روسيا.
وقال ألكسندر لوكاشيفيتش المتحدث باسم الخارجية الروسية: «من الواضح أن المجتمع الجورجي صوت لمصلحة التغيير، نأمل في أن ذلك سيسمح لجورجيا في نهاية المطاف ببدء التطبيع وإقامة علاقات بناءة مع الجيران». وأكد أن روسيا سترحب بالطبع بمثل هذا التطور.
وقال لوكاشيفيتش إن موسكو تعتبر نتائج الانتخابات في جورجيا انعكاساً لتقييم الناخبين للوضع الاقتصادي وحالة حقوق الإنسان والديمقراطية في جورجيا ولسياسة القيادة الجورجية في مجال الأمن في جنوب القوقاز.
من جانبه أكد بيدزينا ايفانيشفيلي رئيس ائتلاف «الحلم الجورجي» الفائز في الإنتخابات البرلمانية التي جرت في البلاد يوم الأحد الماضي أن تطبيع العلاقات مع روسيا يعتبر «من أولويات جورجيا».
وقال إيفانيشفيلي في حديث لقناة «سي ان ان» يوم الأربعاء 3 أكتوبر/تشرين الأول، إن عملية تطبيع العلاقات مع روسيا لن تكون سهلة إلا أنها مطلوبة، مؤكداً على ضرورة إقناع موسكو بأن تكامل جورجيا مع الغرب لا يخالف مصالح روسيا.
ودعا ايفانيشفيلي إلى بدء مفاوضات متعددة الأبعاد مع روسيا، مضيفا أن البلدين لهما الكثير من المصالح المشتركة بما فيها مصالح في مجال الأمن.
وفي هذا السياق يرى محللون روس أن فوز المعارضة  في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في جورجيا لن يؤثر كثيرا في علاقاتها مع روسيا، لكن هذا التأثير سيكون إيجابياً، مهما كان ضئيلاً. وأن سآكشفيلي كان يثير حساسية شديدة لدى الإدارة الروسية وأن رحيله بحد ذاته سيحسن العلاقات بين تبليسي وموسكو. إضافة إلى عدم وجود أية إمكانية لوقوع تغيير كبير في السياسة الخارجية الجورجية، مؤكدين أن العلاقات مع الولايات المتحدة ستبقى ذات الأولوية القصوى بالنسبة لجورجيا. أما العلاقات مع روسيا فإنها ستبقى رهينة لملف أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية اللتين لن تتنازل عنهما جورجيا أياً كان رئيسها . كما أن روسيا بدورها لن تتراجع عن اعترافها باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية لأنه إذا حصل سيعني فقدان مكانة روسيا السياسية.