قضايا الشرق ... عن «آخر انتخابات أمريكية»

قضايا الشرق ... عن «آخر انتخابات أمريكية»

لا شك أن بعض السياسيين قد يلجؤون إلى مبالغات، وتحديداً قبل مواعيد الانتخابات، لكن التصريحات التي أطلقها الرئيس السابق دونالد ترامب بدت صادمة ومستبعدة بالنسبة لكثيرين، وخصوصاً بسبب الهجوم والانتقادات الكثيرة التي تعرّض لها المرشح الجمهوري، وسرعان ما أصبحت هذه التصريحات حاضرة داخل الكيان الصهيوني بسبب دلالتها الخطيرة.

منذ أيام قال ترامب خلال تجمع انتخابي حاشد في ولاية أوهايو: إن البلاد ستكون على موعد مع «حمام دم» إذا لم ينجح في الانتخابات الرئاسية القادمة، ولم يكتف الرئيس الأمريكي السابق بهذه الكلمات، بل قال مضيفاً: «إذا لم أفز بالانتخابات فلست متأكداً من أن انتخابات أخرى ستجري في البلاد».

التصريحات حملت بعضاً من المبالغة، لكنّها تدل أيضاً على مستوى وحدّة الانقسام داخل الولايات المتحدة، وإن كان ترامب استخدم تعبيرات فجّة بعيدة عن اللغة الدبلوماسية فهذا لا يجعل من هذه التصريحات مجرد تهديدات فارغة! فنحن نتابع كيف تتطور الأحداث هناك منذ سنوات وسمعنا على سبيل المثال لا الحصر عن «أحداث تكساس» منذ أسابيع، التي كادت أن تصل إلى تصادم مسلّح واسع بين الإدارة الفدرالية وإدارات الولايات الجنوبية.

إذا ما أردنا البناء على هذا المشهد السياسي في أمريكا لا بد لنا حينها أن نسأل: ما أثر ذلك على الكيان الصهيوني؟ فهذا الأخير يتأثر بكل ما يجري في واشنطن كما لو أنّه فعلاً - ورغم طبيعته ودوره الخاص - ولاية من ولاياتها، فالكيان الذي كان يندد خلال الأسابيع الماضية أنّه «ليس جمهورية موز» وكرر مراراً أنّه: «ليس ولاية أمريكية» ينقسم هو الآخر حول الانتخابات الأمريكية، وظهر هذا الانقسام في الصحف، وبدأ النقاش «من هو الأفضل بالنسبة لـ [إسرائيل]؟ بايدن أم ترامب» يحجز موقعاً مهمّاً في التحليلات السياسية هناك، ووصلت بعض الصحف في إعلام الاحتلال لأن تنعت ترامب بأنه «معادٍ للسامية» وغيرها من الاتهامات المكرورة.

أن تنتقل مواضيع الانقسام الأمريكي من الحلبات الأمريكية إلى داخل الكيان ليست مسألة مبهمة، فصدى الأزمة الأمريكية العميقة يُسمع بوضوح داخل الكيان الصهيوني، وهو أحد أهم المتأثرين بمآلاتها، وعلى ذلك لا يمكن النظر إلى الأزمة الداخلية في الكيان إلا بوصفها انعكاساً لتلك الحاصلة في واشنطن، وكلّما تعمّقت الأزمة هناك أكثر، كلما تصدّعت دعائم الكيان من الداخل.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1167
آخر تعديل على الإثنين, 08 نيسان/أبريل 2024 10:32